عندما قدم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم المدينةالمنورة وجد للأنصار يومين يلعبون فيهما فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: يومان كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال: صلى الله عليه وسلم: "قد أبدلكم الله خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر"، وذلك فيما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه. وللعيد في الإسلام أهمية كبيرة لما يحمله من معان رائعة وقيم سامية، ففي العيد تتجلى معاني الأخوة والتعاون والسعادة والفرحة بين المسلمين. والعيد في الإسلام ليس لبس الثياب الجديدة أو تناول الطعام الفاخر، أو اللهو البريء، إنما هو العودة إلى مبادئ الدين الصحيحة في العطف على الفقراء، والبعد عن الحقد والرياء والنميمة، والإسهام في عمل الخير، والتعاون على البر والتقوى، واجتناب الحسد والنفاق والبغضاء. ويصف أحد الكُتَّاب العرب وهو الأستاذ "مصطفى الرافعي" رحمه الله العيد فيقول:- "ليس العيد إلا إشعار هذه الأمة بأن فيها قوة تغيير الأيام لها، إشعارها بأن الأيام تتغير، وليس العيد للأمة إلا يوماً تعرض فيه جمال نظامها الاجتماعي، فيكون يوم الشعور الواحد في نفوس الجميع، والكلمة الواحدة في ألسنة الجميع، يوم الشعور بالقدرة على تغيير الأيام لا القدرة على تغيير الثياب". أما الشاعر سليمان العيسى فيتحدث عن معاني العيد الجميلة، ويشير إلى أن العيد هو عندما لا يرى طفلاً فقيراً معدماً، وأن يعيش جميع الناس وهم في عزة وكرامة. يقول الشاعر:- عيدي إذا انطلقتء في كل زاوية مواكبُ الحب والإبداع في جذل عيدي إذا لم أجد طفلاً ببلدتنا رث الثياب وطفلاً غير منتعل عيدي إذا عاش كل الشعب في وطني كالنسر.. يرفض إلا قمة الجبل والعيد هو أن نرى المحبة والسعادة والإخاء بين جميع المسلمين، تأتلق في العيون، وتنبض في القلوب. والعيد بمعناه الكبير هو أن يعم السلام في كل مكان من أجل مستقبل أفضل، وتفاهم أعمق بين الناس. وكل عام وأنتم بخير.