في مقال سابق لي نشر في صفحة تقنية المعلومات عام 2005م تحدثت فيها عن الفرق بين خدمة Saas وASP كإرهاصة من إرهاصات تطور إنتاج البرمجيات و العمل على ابتكار طرق لتسويقها. وذكرت أن نموذج application service provider (ASP) (مزود خدمة تطبيقات) هي خدمة مبنية على تقديم البرامج للزبائن عن طريق الشبكة بمعنى أن البرنامج المطلوب من قبل الزبون لا يخزن على جهازه بل موجود على خادم الشركة، ويقوم الزبون بإرسال بياناته لمعالجتها عن طريق مزود الخدمة ثم يرجع النتائج له. ولهذه الخدمة أربعة أنواع معروفة من أكثرها استخداما للعامة هي خدمة الدفع عن طريق بطاقة الفيزا، حيث أن المتاجر الإلكترونية تستخدم برامج وسيطة مقدمة من شركات مشهورة للبيع الإلكتروني مثل شركة PayPal. أما النموذج الثاني فيدعى Software as a Service (SaaS) (البرامج كخدمات) أو التسمية الأدق Software Service Providers (SSP) ويعني ذلك أن تقدم البرامج كخدمات يمكن الوصول إليها عبر شبكة الإنترنت. وهذا النموذج شبيه إلى حد ما مع النموذج السابق ويكمن الاختلاف فقط في الجهة المزودة للخدمة. أما النموذج الثالث والذي يعتبر امتداداً لنموذج SaaS فيطلق عليه اسم PaaS اختصار لكلمة (Platform as a service) وتعني البيئة كخدمة. وهذا النموذج مبني على تقديم منصات كاملة كخدمات. والأمثلة على هذا النموذج كثيرة منها موقع (bungeeconnect.com) وخدمة (Google App Engine). وهناك أهداف عدة لتبني مثل هذا النموذج على المستوى المؤسساتي وقد يكون من أهمها مرونة النموذج في دمج الخدمات في مكان واحد وأيضا جدواه الاقتصادية من ناحية تخفيض التكاليف. ويلمع في الغد القريب مفهوم فلسفي يتداوله مطورو البرمجيات ومسوقوها، المفهوم هو لنموذج EaaS (Everything as a service) وتعني كل شيء كخدمة. هذه الفلسفة التي خرجت من بوتقة الحوسبة السحابية (cloud computing) تعني أن يتم تقديم كل التعاملات الشبكية مثل الاتصالات والبرمجيات والبيانات وغيرها كخدمات يمكن الوصول إليها بواجهات سهلة ومرنة وفي أي مكان فيه اتصال بالانترنت.