مثل كل الأطفال الذين فقدناهم تحت وطأة تعذيب أزواج أمهاتهم، أو زوجات آبائهم، فقدنا تلك الطفلة. وحش هائل مفترس اسمه "المصلحة الشخصية المريضة" يحوم في بيوتنا دون أن ننتبه له. يكبر شيئاً فشيئاً إلى أن يصل حجمه للحجم القاتل. ويصير لا يبحث إلاّ عن الأطفال الذين يحسبونه من نسج الخيال، ولذلك لا يخبرون أحداً عنه. ولأن الوحش يعرف أن الأطفال يخافون الحديث عنه أمام الكبار، يستأسد في أذيتهم وفي إذلالهم وفي انتهاك أجسادهم إلى أن تتمزق وتفوح منها رائحة التعذيب او الاغتصاب. منذ زمن ونحن نتجاهل المؤشرات السلبية الصغيرة التي نراها في حياة أطفالنا. منذ زمن و نحن نصمت و هي تتضح و تتضح. منذ زمن لم نتوقف عن أول تغير يحدث لهم، و لنشهر أسئلتنا: - كيف حدث هذا التغير ومن المتسبب فيه؟! نحن لا نفعل ذلك. لذلك، فإن الخيوط التي نتابع من خلالها ما يحدث لأطفالنا تتقطع، ليخرج الوحش طليقاً في بيوتنا.