"الأزمة الراهنة ستغير وجه العالم وأمريكا ستفقد مكانتها المالية العظمى" بير شتاينبروك - وزير المالية الألماني * في ظل سيطرة الأزمة العالمية لأسواق المال، يجب أن نهتم كثيراً بالدروس والعبر التي تحدث خلال هذه الأزمات، فهي ليست سلبية في أحداثها كليا، بل هناك دروس وعبر تقدم "مجانا" لمن يجيد القراءة أو يحاول القراءة والاستفادة من الأحداث، الدور والعبر هنا كثيرة جدا، بكيفية عدم مواجهة أزمات مشابهة مستقبلا، ومعالجة أزمة السيولة والقروض بدون غطاء، والفساد الإداري والمالي في الشركات، وأي استثمارات يمكن أن توجه، لكن ما يلفت الانتباه الآن أن نبحث عن "الأشخاص" من وزير الخزانة الأمريكي بولسون وبرنانكي ومديري البنوك والرئيس الأمريكي نفسة والكونغرس كيف يتعاملون مع هذه "الأزمة" أو "الكارثة" . لكن ما يلفت الانتباه ضمن متغيرات عديدة وأحداث كثيرة ومتسارعة هو رجل الأعمال العالمي "وارن بافيت" الذي يرأس شركة بركشاير هاثاوي الأمريكية والتي يعمل بها 165ألف موظف، واستثمارات تفوق 100مليار، الرجل الآن بدأ بدخول السوق ولكن من أين بدأ ؟ بدأ بجولدمان ساكس وهو بنك استثماري كان آخر بنك ما جي بي مورجان قبل أن تتحول إلى بنوك تحت مظلة البنك الفيدرالي، الآن وارن بافيت ضخ 5مليارات بجولدمان ساكس، وهو لن يضع أمواله و أموال شركة التي يرأسها بالمكان الخطأ، فمن يعرف أن من وضع 10آلاف دولار عام 1956ميلادي وقيمها الآن فهي تساوي 300مليون دولار أي أكثر مليار ريال . صندوق الكويتي خسر الآن بسيتي قروب 250مليون دولار من بداية السنة لأستثمارات تقارب 5مليارات وهذا فقط بسيتي قروب، صندوق أبوظبي أيضا خسر في دخوله البنوك الأمريكية خسائر فادحة هذا عدا استثمارات الأفراد والشركات، في حين لو فتحت كل الملفات لوجدنا خسائر فادحة لصناديق كبرى سيادية، وهذا ليس عيب الصندوق السيادي بأي حال، ولكن عيب من يحلل ويقيم ويستثمر ومتى يضع أمواله فعلا، لا مأخذ على الاستثمار الخارجي أبداً حين يكون مدروسا بعمق وحصافة . وران بافيت يعتبر أستاذ الاستثمار العالمي، ومعظم رجال الأعمال في هذه المعمورة ينهجون نهجة ولا ينجح الكثير، فهو لم يرث مالا، ولم يخترع اختراعاً، ولم تهبط الثروة علية بصفقة لا تتكرر، فالرجل لديه مبادئ وأسس لا يتزحزح عنها، فهو ينهج من ضمن مناهج كثيرة طريقة "الاستثمار القيمي" أي الاستثمار بالشركات، ولا يعتمد على المخاطرة قدر المستطاع، ويحث على تحديد شخصيتك هل أنت مغامر ومتحفظ، ويحث على تجنب اسهم لا تفهمها أو التنويع المفرط أو الجمود والبيع المبكر . وغيرها من الدروس الاستثمارية التي يقدمها رائد الاستثمار العالمي، لن يكون الجميع بالطبع وارن بافيت، ولكن ما يقدمة من "علم" و"رؤية مستقبلية" و"قوة قرار" وقدرة على قراءة المتغيرات والأحداث وأيضا قدرته الذاتية على تقييم الشركات هي محل دراسة للمستقبل لكل من يهتم بالأسواق، وله الكثير من الدروس كتب بعضها ويقدم بعضها مع الأحداث وهو من تبرع بثلثي ثروته للجمعيات، ولا يملك طائرة أو العديد من السيارات او منزلاً بكل دولة ومنتجع . رجل مال وأعمال حقيقي صنع ذاته .!!