نذر نفسه لفضح الصهيونية وفكرها، ليس عبر محاضرات انطباعية أو أشرطة انفعالية، لقد سخر كل حياته لدراسة هذا الفكر وهذه الثقافة، بهدف تعريته وتعريتها للمجتمع الإسلامي السياسي والثقافي والشعبي. ألف الكتب، كتب المقالات، ألقى المحاضرات، سافر وتغرب في البلدان شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، تعلم وعلم، تلقى الدروس وألقى الدروس، وكان في كل ذلك لا يحمل هماً سوى هذا الهم، الذي هو هم أمته التي تعيش صراعاً دامياً مع الصهيونية. أصابه المرض العضال، فلم يستسلم له، صارعه بالمزيد من المكتب والمقالات والمحاضرات، بل إنه شارك (وهو لا يقوى على المشي) في المظاهرات. أغمض عينيه، وهو يحلم بأن المفكرين العرب سيلتفتون لما لم يلتفتوا إليه أبداً طيلة حياتهم: "دراسة الفكر الصهيوني"، وهي الوسيلة الوحيدة لفضح وكشف زيف هذا الفكر، الذي لم نحاربه إلا بالشعارات وبالمواعظ الجوفاء.