تتمحور سياسات الرئيس الأمريكي جورج بوش في هذه المرحلة حول المصالح الانتخابية أكثر منها حول البعد السياسي البحت، حيث إن السلوك السياسي الأمريكي وخصوصاً على الجبهة الخارجية في العراق وأفغانستان يهدف وبشكل واضح إلى خدمة المرشح الجمهوري السيد جون ماكين، فقد تم الإعلان عن سحب جزء من القوات الأمريكية من العراق إلى أفغانستان بهدف إعطاء تصور أن الاستراتيجية الأمريكية في العراق هي ناجحة وفعالة حسب رؤية السيد بوش والسيد ماكين، وأن قصف المناطق الحدودية في باكستان هو من أجل إعطاء تهدئة مؤقتة على الساحة الأفغانية عند الانتخابات الأمريكية خلال الشهر الحادي عشر من هذا العام. إن التحرك الأمريكي الذي وصل الى حد تأميم الشركات المالية التي كانت قد تضررت من الرهن العقاري هو يهدف إلى تحسين صورة الحزب الجمهوري أمام الناخب الأمريكي حتى وإن كان هذا الإجراء يناقض الفلسفة الجمهورية الداعية للحد من تدخل الحكومة في أي سلوك اقتصادي بل والدعوة لتحجيم دور الحكومة في النشاط الاقتصادي. إن المراقب السياسي للسياسة الأمريكية هذه الأيام يجب أن لا يأخذها على أنها تحولات حقيقية بل هي تحركات تكتيكية من أجل مصالح انتخابية يُخدم بها رئيس جمهوري هو السيد بوش ومرشح جمهوري هو السيد ماكين، وهذا جزء من الضعف والخلل الحقيقي الذي يعاني منه النظام الانتخابي الأمريكي ويجعله أقل موضوعية وأكثر انكشافاً للاستقلال السياسي والحزبي والمصالح الشخصية.