يأخذ الفخر كل زائر لمحافظة بدر وهو يستحضر أمجاد هذه المحافظة التي أحاط بها المجد والسؤدد في غابر الزمان كاحاطة السوار بالمعصم، فهي بلا شك متنزل الآيات، وموطن العز والانتصارات، قال فيها شاعر الاسلام الأول حسان بن ثابت رضي الله عنه: وبيوم بدر اذ يصد وجوههم جبريل تحت لوائنا ومحمد (بدر) قدرها أن تكون منعطفا هاما في مسيرة التاريخ الإسلامي الذي أضاء ربوع الدنيا برمتها، فعلى أرضها دارت رحى معركة بدر الخالدة والتي اعز الله بها الاسلام، وضم ثراها شهداء تلك المعركة من المهاجرين والأنصار - رضوان الله عليهم - ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم تستمد هذه المحافظة العريقة مكانتها من أصالة جذورها، وتعتز بالدعم غير المحدود من حكومتنا الرشيدة - حفظها الله - وتتطلع الى المستقبل بكل ثقة وثبات. سبب التسمية (بدر) بفتح الحرف الاول وسكون الثاني ماء من مياه العرب الشهيرة، وسوق من أسواقهم المشهورة، وقد اطلق على هذا المكان اسم اول من حفر بئرا في (بدر) وهو رجل من غفار اسمه بدر بن قريش بن يخلد بن النضر بن كنانة. جغرافية المكان ومناخه وتتبع محافظة بدر منطقة المدينةالمنورة، وتقع على خط عرض 23درجة، وخط طول 38درجة، وهي محافظة سكنية تقع على وادي الصفراء ومحافظة بالجبال، وتبعد عن المدينة 150كلم، وعن ينبع 70كلم، وعن جدة تقترب من البحر بمسافة لا تزيد عن 40كلم. على نهاية مصب وادي الصفراء. اما مناخ بدر فحار صيفا ومعتدل شتاء، وتبلغ درجة الحرارة العليا (44) درجة، والصغرى (30) في فصل الصيف، وفي فصل الشتاء تسجل درجة الحرارة العليا (30) درجة والصغرى (9) درجات، وتبلغ الامطار في المحافظة 6ملم ونسبة الرطوبة تصل الى 60%. أهمية المحافظة ومواردها الطبيعية تكمن اهميتها في أنها ملتقى الطرق الهامة بين ينبع والمدينةالمنورةوجدة وهي مركز اقليمي تخدم أكثر من (30) قرية ضمن مساحة تزيد عن (10.000) كيلومتر، وهي ايضا مركز ثقافي وتسويقي لتلك القرى. ويعتمد نشاطها الاقتصادي على الزراعة وصيد الأسماك وبقية الأنشطة وتتوزع بين الأعمال التجارية والحرفية والعمل بالقطاعين العام والخاص، كما ان هناك مصادر ضئيلة للمياه الجوفية يستعاض عنها بمياه التحلية، ويوجد فيها خامات أولية تستعمل لأغراض البناء، بالاضافة لمناطق استثمارية على البحر الأحمر مثل بلدة (الرايس). موقعة بدر الكبرى كانت موقعة بدر الكبرى يوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان المبارك في السنة الثانية للهجرة النبوية. وقد كانت هذه الغزوة حدا فاصلا بين الايمان والكفر اذا عز الله فيها الاسلام وأهله وأذل فيها الشرك وأهله، فأصبحت (بدر) لها مكانة عظيمة في تاريخنا الاسلامي، وشارك في هذه المعركة عدد من الملائكة الكرام، وكانت نتيجة هذه المعركة الخالدة مقتل (70) رجلا وأسر (70) رجلا من المشركين واستشهاد أربعة عشر صحابيا. معالم ومواقع تاريخية - مسجد العريش: وهو موقع العريش الذي بناه الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم في يوم بدر. - مقبرة شهداء بدر: وتضم رفاة اربعة عشر شهيدا ( 6من المهاجرين و 8من الأنصار)، وهم: - من المهاجرين: عبيدة بن الحارث وعمير بن ابي وقاص وذو الشماليين بن عبدعمرو وعاقل بن البكير ومهجه بن صالح وصفوان بن وهب. - ومن الأنصار: سعد بن خيثمة ومبشر بن عبدالمنذر ويزيد بن الحارث وعمير بن الحمام ورافع بن المعلي وحارثة بن سراقة وعوف ومعوذ ابناء عفراء. - العدوة القصوى: وهي مكان قدوم المسلمين من المدينةالمنورة. - جبل الملائكة وهو بالجهة الغربية من المحافظة. بدر قبل وبعد الحكم السعودي كانت بدر قبل الحكم السعودي هي ما يسمى الآن البلدة القديمة وتحتل جزءا بسيطا في وسط المحافظة، وكانت معظم مبانيها من الحجر والطين وشوارعها ضيقة للغاية، وكانت تقع منازلها بين سور وأبواب تفتح نهارا وتغلق ليلاً، نظراً للخوف الذي كان يسود البلاد آنذاك وعدم الأمن، إلى أن جاء الحكم السعودي وتوحدت الدولة بقيادة المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه فعم الأمن وانتشر الرخاء. وواقع الحال الآن يعكس صورة رائعة للتقدم والرقي الذي ساد هذه المدينة، فقد تضاعف السكان إلى عدة مرات، وأقيمت مناطق السكن الحديث المكتملة المرافق والخدمات ضمن مخططات مثل (أ. ب. ج. د) والعدوة الدنيا وجبل القائمة، إضافة إلى مخططات قرى المفرق ورحقان وحنيف أم ذيان والرايس والغزلاني. وتتطلع محافظة بدر إلى موقع متصدر لتواكب العصر بتوفير أفضل الخدمات من أجل راحة ورفاهية مواطنيها وفقاً لطموحات قيادتنا الرشيدة - حفظها الله -. بدر في كتب الرحالة جاء في كتاب أوليا جلبي (رحالة تركي) قام برحلته إلى الحجاز عام 1801م، ووصف بدر، وقال: هي عبارة مسيرة 5ساعات من البحر وبها نائب لمولى مكة، و 400بيت عربي، وجامع من اللبن المتين البناء وتتدفق مياه عين الزرقاء في فنائه، وبالقرب منه حوض كبير وناحية القبلة يوجد أيضاً مسجد ذو قبة وبها حمام عام ومئتا دكان. وفي هذه المدينة يلتقي طريق الحج المصري بطريق الحج الشامي ويحتفل حجاج مصر بغزوة بدر في هذا المكان، حيث يشعلون المصابيح والمشاعل، ويطلقون الفشنك "الأعيرة النارية"، ولما كانت قريبة من البحر فإنه يأتي إليها حاجات كثيرة من مصر ويعمها الرخاء. - بدر في كتب (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم للمقدسي البشاوري)، بدر: مدينة صغيرة من نحو الساحل، جيدة التمور، وثم عين النبي صلى الله عليه وسلم وموضع الوقعة ومساجد بناها ملوك مصر. - وفي كتاب رحلة ابن جبير ( 29ذي الحجة - 579ه) ما نصه: "وصلنا بدرا وقد ارتفع النهار وهي قرية فيها حدائق نخل متصلة، وبها حصن في ربوة مرتفعة، ويدخل اليها على بطن واد بين جبال، وببدر عين فوارة وموضع القليب، الذي كان بإزائه الواقعة الإسلامية التي أعزت الدين وأذلت المشركين وجبل الرحمة الذي نزلت فيه الملائكة عن يسار الداخل منها الصفراء، وبإزائه جبل الطبول وهو شبيه كثيب يزعمون أن أصوات الطبول تسمع بها كل يوم جمعة وموضع عريش النبي صلى الله عليه وسلم يتصل بسفح جبل الطبول المذكور"..