في أقل من أربع وعشرين ساعة تمكنت الأجهزة الأمنية بشرطة منطقة الرياض من فك لغز سرقة أكثر من مليون ومائتي ألف ريال من أحد المراكز التجارية الكبرى شمال العاصمة الرياض.. فبعد تلقي مركز شرطة السليمانية لبلاغ من مدير المركز التجاري عن سرقة مبلغ مليون ومائتي ألف ريال من خزنة المحل الذي يديره بعد كسرها.. هرعت الأجهزة الأمنية لمسرح الحادث لمعاينته ورفع الآثار وتحريز الأدلة المتخلفة من الجريمة.. وبدأت في ضبط الإفادات والاستماع لأقوال العاملين في المحل التجاري الذي يرتاده يومياً أعداد كبيرة من المتسوقين.. واشتبهت في البداية جهة التحقيق في تورط أحد العاملين في المركز بالضلوع في هذه السرقة.. وأبقت المجال مفتوحاً لكل الاحتمالات الأخرى ولم تستبعد شيئاً منها.. الشرطة عممت على أجهزتها الميدانية لرصد أي حركة مريبة بالقرب من الأسواق التجارية ومراقبة ورصد تحركات السيارات والأشخاص القريبين من المركز التجاري الذي تعرض للسرقة.. وأعادت دراسة البلاغات التي وردت لأجهزتها الأمنية في وقت الحادث وما قبله من أوقات.. واستوقفها بلاغ من أحد المواطنين عن سيارة تتجول بالقرب من الأسواق التي تعرضت للسرقة.. تم بعد معرفة أوصافها رصد تحركاتها ومتابعتها.. حيث تبين اختفاؤها بعد وقوع الحادث مباشرة.. فأصبحت بمثابة الخيط الأول للبحث عن المتورطين في ارتكاب الجريمة.. صاحب السيارة المشتبه بها ما لبث أن تقدم لمركز شرطة البطحاء ببلاغ عن سرقة المركز.. جهة التحقيق في مركز شرطة البطحاء ومن خلال الحس الأمني الذي كان عليه ضباط التحقيق كشف عدم دقة وترابط في أقوال المبلغ وتضارب في إفاداته.. فتمت إعادة الاستماع لأقواله عدة مرات ومحصت أقواله ودقق فيها.. وتبين عدم صدقها.. وأن المبلغ ربما تقدم بهذا البلاغ للتستر على شيء آخر كان يخفيه.. فتم توجيه الاتهام إليه بالتورط في سرقة المركز.. جلسات التحقيق معه ما لبثت أن كشفت ضلوعه في تلك الحادثة.. بتواطؤ ومشاركة من أمين الصندوق في السوق الذي تعرض للسرقة.. حيث سرد لجهة التحقيق كيفية تورطه في هذه القضية بداية من مرحلة التخطيط.. وذكر في ثنايا اعترافاته بأن فكرة سرقة هذه الأسواق كانت تلوح له منذ أن كان يعمل كحارس أمن في الأسواق التجارية قبل تركه للعمل فيها.. مستفيداً من علاقته المقربة من أمين الصندوق... وبعد أن ترك العمل.. بدأ في مرحلة التخطيط الفعلي للسرقة فاتفق مع أمين الصندوق على وضع مبلغ كبير بداخل الخزنة بعد انتهاء فترة العمل.. على أن يتولى هو مسألة تنفيذ السرقة بعد كسر الخزنة والوصول إليها من الجدار الجانبي للأسواق التجارية.. مستفيداً من موقع الخزنة على الجانب الخلفي للأسواق.. ثم يقوم بعد ذلك بإخفاء السيارة والإبلاغ عن سرقتها ليكتمل مخططه بذلك.. ويبعد أي شبهة قد تحوم حوله.. وكان يتوقع أن حيلته وبلاغه الكاذب سينطليان على جهة التحقيق وتبعد الشبهة عنه.. وبعد تصديق إقراره واعترافه وتوثيقه شرعاً.. قام بدلالة جهة التحقيق على المبلغ المسروق واعادته لصاحب الأسواق التي تعرضت للسرقة.. كما تم ضبط وإيقاف شريكه المتورط معه في ارتكاب السرقة.. "الرياض" التقت بمدير فروع الرياض للشركة والذي أبدى أرتياحاً كبيراً للجهد الأمني الذي حققته شرطة منطقة الرياض للإطاحة بالجناة في وقت قياسي ونقل مشاعر منسوبي الشركة وابتهاجهم بخبر القبض على الجناة وقال سالم بن علي بالعبيد في حديثه ل "الرياض" كانت الصدمة كبيرة لنا بخبر سرقة خزينة المؤسسة وقمنا باتخاذ الإجراءات النظامية بإبلاغ الأجهزة الأمنية في شرطة منطقة الرياض بالحادثة ورغم هول الصدمة لكنها مالبثت أن زالت خلال أربع وعشرين ساعة من تلقي الجهات الأمنية للبلاغ. وأعرب بالعبيد عن بالغ شكره وتقديره لمنسوبي الشرطة وفي مقدمتهم مدير شرطة منطقة الرياض اللواء عبدالله بن سعد الشهراني ومدير مركز شرطة البطحاء ومديرمركز شرطة العليا وضابط التحقيق المشاركين في القضية. وأبدى بالعبيد أسفه بعد الكشف عن اللصوص بأنهم اثنان من العاملين بالشركة أحدهما يمني والآخر سعودي كان الثاني قد انقطع عن العمل بالشركة من سنوات أما اليمني فلا زال على رأس العمل!!