الزميل عضوان الأحمري قدم حديثاً صحفياً مرموقاً ومهماً يوم الجمعة الماضي في جريدته الوطن المواكبة دائماً لكل جديد.. وقد أبدى الشيخ أحمد بن عبدالعزيز بن باز أمين عام مؤسسة الشيخ ابن باز ملاحظات جريئة ومهمة للغاية خصوصاً وأن الرجل كان يتحدث عن والده، وفي موضوع نحن في الوقت الراهن أحوج ما نكون إلى تصحيح الرؤية فيه عندما قال بأن فتاوى والده أو الشيخ ابن عثيمين - رحمهما الله - غير صالحة لكل الحالات.. طبعاً ليس لأن المرحوم الشيخ ابن باز أخطأ فيما قال ولكن لأن الظروف التي أحاطت بما سُئل عنه قد تختلف عما هو قائم الآن.. إذا أخذنا هذه الرؤية قياساً في تحديد مدى صحة ما يثار من أحكام حول أشياء كثيرة متعلقة بشؤون حياتنا وبالذات ما هو متصل بالجديد الحضاري الذي يطلب منا أن نكون قريبين منه وليس العكس بافتعال خصومات معه.. فالجديد الحضاري هو نتاج بشري عام لا يوجد من يستطيع احتكار مهمة الاستفادة منه ولكن من يبتعد عنه يصبح من خسر التجربة وإيجابيات الإنجاز.. لست أتحدث عن شأن معين وإنما عن عمومية عزلة الرؤية الفقهية لأحداث الحاضر مقارنة بما يماثلها في الماضي، حيث أنه ليس من المعقول أن نجعل كل مؤثرات الماضي رديفة لما يحدث في الحاضر.. رؤية الشيخ ابن باز الابن هي في الواقع مؤشر نحتاج إلى تعميمه وتداوله لكي نقترب كثيراً من المفاهيم الإنسانية الدولية دون مساس- طبعاً - بالثوابت.. شخصياً قابلت الشيخ ابن باز - رحمه الله - وكانت له ملاحظة حول مقال يتعرض لتصورات خيالية.. اعتقد هو أنني أرويها عن نفسي وعندما أوضحت له ذلك ابتسم بل وأشعرني كما لو كان قد فهم معلومة عن نهج في تداول الكتابة.. الشيخ ابن باز الابن تعرض لموضوع آخر كتبت عنه لأكثر من مرة أثناء وجود الشيخ ابن باز وابن عثيمين عندما أكد أن هناك أشخاصاً يأتون إليهما ويصيغون أسئلة تحتم إجابتها على تحريم المضمون المستهدف في السؤال، مثل القول: ألا ترون أن وجود الدش حرام حيث أنه يعرض صوراً عارية ونقاشات ليست في صالح الإسلام؟.. طبعاً سيوافقان.. لكن الحقيقة هي أن الدش ليس هو الذي يفعل ذلك ولكن طريقة تحريك الريموت.. أي رغبة المشاهد، فليس الدش إلا قرصاً جامداً يسهل أيضاً من رؤية حوارات دينية وقنوات دينية متخصصة.. ونعرف وقتها أنها نشطت جماعات موغلة في الجهل والتطرف في مهاجمة ما تراه على المنازل من "دشات" وكأنها تطارد شياطين السطوح..