يرفض كثير من الأطفال الاعتراف بالأخطاء التي ارتكبوها، ويكابرون كثيرا رغم وضوح الخطأ وتلبسهم به!!.. وكثير من الآباء يرون ان هذا سلوك خاطئ ومع ذلك يغضون عنه البصر ويحاولون التغافل وعدم الالتفات له، ولا يعلمون انهم بهذا التجاهل ربما تضخمت المشكلة لتتحول الى مشكلة تربوية ونفسية، ليصبح الطفل متعاليا لايعرف قدر نفسه سواء اخطأ او اصاب، ولايريد ان يحمّل نفسه اي قدر من المسؤولية تجاه افعاله التي اقترفها بنفسه او تلك التي جنتها يداه.. @@ اذكر ان صديقة لي كانت ترى مثل هذا التصرف من ابنها خالد وكانت تحاول ان تتغافل عن هذا السلوك ولا تلقي له بالا، وتفاقمت المشكلة مع ابنها خالد واصبح مع الايام يرتكب الكثير من الاخطاء والتخريب والمشاغبات لقناعته الشخصية بانه مهما حدث فهو امام الجميع بريء!!. وفي احد الايام قام خالد بكسر المرآة الكبيرة التي وضعت امام مدخل البيت، وعندما جاء الجميع على صوت التحطم، وجدوا خالداً امام المرآة وبيده عمود من الحديد، وبيده خدوش ودماء بسبب بعض الشظايا المتطايرة من الزجاج المتحطم، ورغم تلبسه بفعلته فان اول كلمة نطق بها (ليس انا من كسر المرآة) فسألته امه: (من كسر المرآة اذن؟؟) فاجابها بعد تفكير بان العمود الحديدي هو الذي كسرها!! عندها فقط علمت ام خالد ان هناك مشكلة قد كبرت بسبب تجاهلها لها.. @@ عندما يقوم الطفل بالتعالي وإنكار مافعله بل وتحميل الآخرين مسؤولية افعاله هو، والاسوأ من ذلك عندما يقوم بالقاء اللوم دائما على الآخرين وربما يتهم اخوه الصغير ظلما ليتخلص من مغبة خطئه، فهذا يعني ان الطفل يشتكي من مشكلة حقيقية، لابد من مواجهتها وعلاجها، ولابد من تعليم الطفل مهارة تحمل مسؤولية تصرفاته والاعتراف بالخطأ ومحاولة تعديله.. @@@@ بعض الاطفال يخاف من الاعتراف لانه يعرف انه سيعاقب، وربما انه يعلم بأن الكذب ينجيه من العقاب ان كان قد جرب هذه الحيلة من قبل ونجحت مع الاهل، والمشكلة ان بعض الاهل لا يشجع سلوك الاعتراف بالخطأ ولا يدعمه في نفس الصغير كأن يسامحه ولا يوقع عليه العقاب مكافأة له على صدقه واعترافه بذنبه، وكأن يشيد بصدقه وامانته!! فالاعتراف بالاخطاء وتحمل مسؤوليتها سلوك اجتماعي يجب تعليمه للطفل من الصغر.. @@ ومن المفيد عندما يقع الخطأ ان يعطى الطفل فرصة للمشاركة في اصلاح مافسد ليجد فرصة لفعل الشيء الصحيح وتعديل خطئه وإحساسه داخليا لمعرفة نتائج سلوكه بدلا من شعوره بالخجل والانزواء .. وعلى دروب الخير نلتقي..