حقق فيلم (المصارع - The Wrestler) لمخرجه الأمريكي الشاب دارين آرنوفسكي مفاجأة كبرى بحصوله على جائزة الأسد الذهبي (أرفع جوائز مهرجان البندقية السينمائي)، لأنه لم يكن له أي حظوظ ولا أصداء تشير بأنه سيفوز بأحد الجوائز الكبرى في المهرجان ما عدا جائزة أفضل ممثل بسبب الأداء الفذ للنجم الأمريكي العائد ميكي رورك، والذي تنبأ الكثيرون بحصوله عليها لكن المفاجأة هي عدم حصوله على الجائزة، وظفر المخرج آرنوفسكي وفيلمه بها. لكن، كما يقال، إذا عرف السبب بطُل العجب، فكما هو معروف عن المخرج الألماني فيم فيندرز الذي ترأس لجنة تحكيم المهرجان هذه السنة، بغرابة أطواره وأنه شخص مثير للجدل، فلا غرابة أن قراره هو وأعضاء اللجنة الآخرون، سيكون مثيراً للجدل أيضاً!. فيلم (المصارع) الذي كتب نصه روبرت دي سيجل، يحكي قصة مصارع سابق (يلعب دوره ميكي رورك) يحاول أن يعود إلى الحلبة بعد أن ولت أيام مجده الأولى، ويشكل الأداء الفذ لميكي رورك، الذي اشتهر سابقاً بأفلام الأكشن الرخيصة، عصب وقوة هذا الفيلم، الذي يقوم على تصوير حالة الانكسار والضعف والذل التي يعيشها هذا المصارع بعد أن صار كهلاً. فيلم (المصارع) هو التجربة الإخراجية الرابعة لدارين آرنوفسكي، الذي بدأ مسيرته مع الأفلام الروائية الطويلة بفيلم الخيال العلمي الدرامي (Pi) عام 98ثم قدم رائعته السينمائية (مرثية حلم - Requiem of Dream) عام 2000، ثم بعد غياب دام ست سنوات قدم فيلمه الذي أثار جدلاً واسعاً (النافورة - The Fountain) عام 2006، والذي عرض لأول مرة في مهرجان البندقية لذلك العام، ودخل المنافسة على الأسد الذهبي لكنه خرج خالي الوفاض.