ادى آصف علي زرداري اليمين الدستورية الثلاثاء رئيسا جديدا لباكستان وتعهد على الفور بالعمل مع افغانستان للقضاء على التهديد الارهابي الذي يعاني منه البلدان. وادى زرداري ( 53عاما) زوج رئيسة الوزراء الراحلة بنازير بوتو التي اغتيلت في كانون الاول - ديسمبر الماضي، اليمين في حفل تم تحت حراسة مشددة في القصر الرئاسي في العاصمة الباكستانية. وحصل زرداري على اغلبية كبيرة في الاقتراع الذي جرى في البرلمان السبت ليصبح الرئيس الرابع عشر في التاريخ القصير والمضطرب للدولة الاسلامية النووية الوحيدة في العالم وحليفة الولاياتالمتحدة في "الحرب على الارهاب". وادى زرداري اليمين بحضور ابنائه الثلاثة والرئيس الافغاني حميد كرزاي وعدد من كبار المسؤولين وقادة الجيش والدبلوماسيين وكبار الموظفين في حفل انتهى بتحية عسكرية له وتفقده حرس الشرف. وقبل زرداري نجله بلاوال، رئيس مجلس الشعب الباكستاني، وانحنى عند قدمي والده حكيم علي زرداري قبل ان تعانقه ابنتاه باختاوار واصيفة. وبعد ذلك بوقت قصير وفي مؤتمر صحافي مشترك مع كرزاي، تعهد زرداري، الذي قال سابقا انه اصبح "ضحية للارهاب" بمقتل زوجته في اطلاق نار وهجوم انتحاري، بالقتال ضد الارهاب مع كرزاي. وقال موجها كلامه إلى نظيره الافغاني "اؤكد لكم انه اذا كانت هناك اية نقاط ضعف على هذا الجانب او ذلك الجانب من الحدود، فسوف نقف معا". واضاف "باكستان تعتزم العمل معكم والى جانبكم"، مؤكدا "نحن اكبر من المشاكل". وبدوره صرح كرزاي للصحافيين انه اجرى "لقاء وديا للغاية" مع زرداري لمناقشة التعاون في القتال ضد الارهاب وتعهدا بالعمل سويا. واكد كرزاي "اجد في الرئيس زرداري ارادة ورؤية جيدة ليس فقط للعلاقات بين البلدين ولكن كذلك بالنسبة للمنطقة، وذلك لاول مرة في هذه المنطقة". وتوترت العلاقات بين البلدين الجارين في ظل نظام الرئيس الباكستاني برويز مشرف، حيث اتهم كرزاي اسلام اباد بعدم القيام بما يكفي للحد من عبور المسلحين من باكستان إلى افغانستان. ويأتي تنصيب زرداري وسط تزايد القلق الدولي بشأن استقرار باكستان التي قدمت ابان حكم مشرف الدعم للولايات المتحدة عقب هجمات 11ايلول - سبتمبر 2001واثناء غزوها افغانستان. في الوقت ذاته وجه وزير الخارجية الافغاني رانجين دادفار - سبانتا انتقادات حادة لباكستان أمس الثلاثاء منتقدا في الوقت ذاته السياسة في بلاده. وقال الوزير الافغاني خلال مؤتمر أمني عقدته صحيفة "هاندلز بلات" الالمانية أمس إن باكستان تدعم "الارهاب الدولي" من خلال الجيش والاجهزة الاستخباراتية مؤكدا أن "التطرف الارهاب من أدوات السياسة الخارجية الباكستانية". وكان دادفار - سبانتا قد أدلى الاثنين بتصريحات أكثر اعتدالا عقب محادثات مع نظيره الالماني فرانك فالتر شتاينماير في برلين. وأضاف الوزير الافغاني أمام المؤتمر الامني أن الخطأ الاكبر الذي ارتكبته بلاده هو عدم وضع استراتيجية عامة للبلد بالكامل مشيرا إلى أنه لا توجد حاليا سوى تقديرات متضاربة وقال: "لقد قللنا من قدر التحديات". هذا واكد الرئيس الاميركي جورج بوش في اتصال هاتفي مع نظيره الباكستاني المنتخب آصف علي زرداري دعم الولاياتالمتحدة "الكامل" مكافحة المتطرفين المتحصنين في المناطق القبلية الحدودية مع افغانستان. وقال بوش خلال خطاب القاه في واشنطن انه وخلال هذه المكالمة الهاتفية اكد لزرداري "دعم الحكومة الاميركية الكامل في وقت تخوض فيه باكستان معركة ضد الارهابيين والمتطرفين في المناطق الحدودية".