في دراسة صادرة عن مؤسسة قالب (GALLUP) بين عامي 2006م و2008م أوضحت أن كل واحد من أربعة أفراد في العالم يريد الهجرة من مكانة وبلده إلى مكان آخر أو بلد آخر. والملفت للنظر في هذه الدراسة؛ أن الرغبة في الهجرة لم تكن تقتصر فقط على مواطني الدول النامية والتي كان بعضها فيه رغبات كبيرة ونسبة عالية في الهجرة مثل سيراليون 65%، وغينيا 60% من الشعب يريدون الهجرة، وهو أعلى معدل سجل بين الدول، وإنما كان هناك أرقام ظهرت في الدراسة تبدو مفاجئة حيث جاء فيها أن نسبة الذين يرغبون في الهجرة في فرنسا 18%، وروسيا 17%، وبريطانيا 27%، والمانيا 27%، وإيران 30%، ومصر 24%، ونيوزلندا 15%، واليابان 12%، واستراليا 8%، كما أن الملفت للنظر أن هناك نسبة كان من المتوقع أن تكون مرتفعة في بعض البلدان إلا أنها خالفت كل التوقعات مثل 9% في الهند و8% من التايلنديين يرغبون الهجرة. وكان أقل الشعوب رغبة في الهجرة سجلتها الدراسة هو شعب المملكة العربية السعودية؛ حيث سجلت الدراسة أن 1% فقط، من الشعب السعودي لديه الرغبة بالهجرة من المملكة العربية السعودية وهي أقل نسبة سجلتها الدراسة لجميع الدول.. إن من الجوانب غير الواضحة في هذه النتائج هو أن رغبة الهجرة تعكس إلى حد بعيد البعد الاقتصادي أكثر مما تعكس الأبعاد الأخرى، فالدول الأكثر نمواً هي التي تعكس رغبة لدى شعوبها بعدم الهجرة، وفي نفس الوقت فإن العلاقة بين مفهوم الحرية والديمقراطية والهجرة لم تكن ذات ارتباط حقيقي بالرغبة في الهجرة. إذاً فإن الأبعاد الاقتصادية والتماسك والتجانس الوطني أعطت أهمية كبرى لعدم الرغبة بالهجرة من عدمها، وهذا أحد المؤشرات الكبيرة التي تعكسها هذه الدراسة.