تلقيت عدة إيميلات تفاجأت بها تواسيني في مشكلة الطلاق المؤجل اعتقاداً منهم أنها مشكلة تخصني وأحب أن أنوه وارد على الإيميلات عن طريق عزيزتي جريدة "الرياض" - صفحة الرأي. فأنا أكتب في جميع قضايا وهموم المرأة خاصة وقضايا المجتمع عامة. وتحدثت عن زواج المسيار وعن ضرب الزوجات وعن التعدد في الزواج وعن قضايا الخلع والطلاق والكثير الكثير مما أراه لدى الصديقات والقريبات وغيرهن في مجتمعي من هموم تحطم نفسيتهن حتى أنهن يهرعن إلي لكي أتحدث وأكتب بكل صراحة وبدون إحراج أو خجل عن معاناتهن ولذلك كالعادة "أسل سيفي" وأنا أتحمل مسؤولية قلمي وكتاباتي متعرضة للقيل والقال من "فلان وعلان" بأن هذه القضايا تخصني أنا.. وأنا لا أعتب عليهم وذلك لسذاجة تفكيرهم وبراءته وحياتهم البسيطة كالطفل الذي يرى شخصية معينة يقوم الممثل بأدائها في فيلم أو مسلسل ويقوم هذا الطفل بحب أو كراهية هذا الممثل (على حسب الدور الذي قام به) لأنه يعتقد بتفكيره الطفولي البسيط البريء بأن هذا الفنان طيب وحبيب رابطا ذلك في مخيلته بدوره اللطيف في ذلك المسلسل أو بأن هذا الفنان سيئ وشرس بل ويكرهه بالفعل رابطا ذلك أيضاً ب "الدور العدواني الذي قدمه للناس". ولا يتبادر إلى ذهنه الطفولي البسيط بأن هذا الفنان يجسد شخصية ما في المجتمع سواء كانت لطيفة أو عدوانية لكي يوصلها إلى المجتمع وأن الممثل كالكاتب لا بد أن يتقمص مختلف الشخصيات الطيبة واللطيفة والعدوانية والسيئة على حسب ما يتطلبه دوره في ذلك المسلسل لكي يوصلها بأسلوب سهل وواضح إلى المجتمع.. الذي ربما يكرهه أو حتى يحبه نتيجة للشخصية التي قدمها من خلال ذلك العمل الفني. لذلك أنا أعتبر الكاتب والصحفي مجاهداً عندما ينقل الحقيقة بإخلاص بدون زيف إلى الناس فالكاتب لا بد أن يكون مخلصاً في كتاباته يوصل معاناة المجتمع ويطرح قضايا حساسة يستشعرها بدون خجل أو خوف. (فالكلمة مسؤولية وسيسأل عنها أمام الله عز وجل) لكي يتم التعرض لها وحلها. كذلك فالكاتب المجاهد بإخلاص المجاهد بحرية الرأي والكلمة لا بد أن يغض الطرف عن كل ما يقال عنه لكي يوصل رسالته بأمانة. ولقد كتبت سابقاً عن مواضيع عديدة مثل المشاكل التي يتعرض لها الحاج أثناء الحج فهل يعني هذا أنني لا بد أن أكون شخصياً تعرضت لها إنما أنا أنقل معاناة غيري من الناس الذين تعرضوا لها وأيضاً كتبت عن مشاكل القبول في الجامعة ولا يعني هذا بأنني طالبة لم أقبل بالجامعة وكذلك تحدثت عن النوادي ولم أكن عاجزة يوماً ما عن الاشتراك في أي نادٍ يروق لي. وغيره الكثير الكثير من المواضيع المتعددة والتي تخص بلدي ومجتمعي ولو كان كل كاتب يخشى الكتابة في المواضيع الحساسة وخاصة التي تخص المرأة أو حتى تخص الرجل والخوف من نسب تلك المواضيع الحساسة له وبأنها تخصه شخصياً لما كنا نحن الكُتَّاب مستمرين ومجاهدين.. فالكاتب والصحفي النزيه الذي لا يخاف في قول الحق لومة لائم بالفعل يستحق لقب المجاهد وبجدارة. فالكتابة والصحافة "مهنة المتاعب" وبالفعل تحتاج إلى شخصية قوية جريئة لا تشعر بالحرج أو الخوف عند نقل هموم الناس وتنقلها وتحس بها وكأنها بالفعل قصتها وبدون مجاملة أو خداع وتسويق وأخيراً أنا أعد القراء الأعزاء بأنني سأواصل كتاباتي وفي جميع قضايا المجتمع وبدون حرج وأنا على أتم الاستعداد لاستقبال همومهم والمواضيع التي تؤرقهم ويودون التعبير عنها. إضاءة قال النبي (صلى الله عليه وسلم) في تعريفه للجهاد أنه قال لأصحابه: "قدمتم خير مقدم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر قالوا: وما الجهاد الأكبر؟ قال مجاهدة العبد هواه". "إنني أرهب صرير الأقلام أكثر مما أرهب دوي المدافع". نابليون بونابرت