أدى ارتفاع الطلب على الخادمات في شهر رمضان المبارك إلى ظهور سماسرة للخادمات من الجنسين. ويتجاوز الراتب الشهري من 800ريال ليصل إلى 1500ريال ويصل في بعض الأحيان إلى 2000ريال مما أدى إلى تطور هذه الظاهرة وتحولها إلى مهنة يمارسها ليس فقط الوافدين بل أيضاً عدد من المواطنين الذين يستقدمون خادمات لإعادة تأجيرهن بمبالغ أعلى في أيام رمضان. وذلك في ظل حاجة الناس إلى عاملات لمساعدة ربات البيوت في الأعمال المنزلية خصوصاً عند بعض الأسر التي تجتمع عندها العائلة بأكملها للفطور أو السحور فربة المنزل التي تقوم بأعباء الأسرة تجد نفسها في هذا الشهر غير قادرة بمفردها على تحمل العبء الإضافي الذي يقع على عاتقها مما يضطر العائلة لأن تبدأ رحلة البحث عن خادمة. في هذا الوقت يزيد هرب الخادمات لمعرفتهن بزيادة الرواتب في هذا الشهر ويجدن من يقوم بإيوائهن بل وأيضاً تشغيلهن سواء الخادمات الهاربات من البيوت أو المتخلفات من العمرة أو الحج مما يتيح المجال لظهور سوق سوداء لتأجير الخادمات. سيدات لهن تجربة مع الخادمات. تقول أم معتز في شهر رمضان يجتمع كل الأقارب والأهل في منزل الوالد وتبدأ العزايم والضيوف ونحتاج إلى من يساعدنا في الأعمال المنزلية ونبدأ معاناة البحث عن الخادمة مع حلول شهر شعبان قبل رمضان بوقت كاف لأن أسعارهن ترتفع في شهر رمضان بشكل كبير ونبحث عنهن عن طريق بعض العاملات اللاتي يعملن في هذا المجال وندفع مقابل ذلك مبلغ نتفق عليه مع التي تقوم بإحضار الخادمة وليس بوسعنا غير القبول. وقد تكون أم كرم قد وفرت على نفسها مبلغ (الموردة) موردة العاملات تقول: اعرف أين يتواجدن واذهب لهن بنفسي واتفاوض معهن فهن منتشرات في ساحة المسجد النبوي الشريف وفي حارات معينة من المدينة وهن من الجنسية الأفريقية ففي رمضان الماضي أتيت بواحدة منهن ولاحظت عليها بعد مرور أسبوع من وجودها تصرفات غربية فهي دائماً تجلس خلف الأبواب وفي الظلام وعندما قررت أن أفتش حقيبتها وجدت جلوداً وأوراقاً غريبة وبودرة بألوان متعددة لا اعرف ما هي فقررت إعادتها على الفور بعد إلحاح منها بعدم المغادرة. @ هناك أيضاً من تكبدت عناء السفر للمجيء بخادمة كما في حالة م وليد؟ - تقول: احتجنا إلى خادمة مؤقتة في شهر رمضان فقط فذهبنا إلى جدة حيث تعد سوقاً رائجة للخادمات وعند أحد المكاتب توجد مجموعة كبيرة من الخادمات الهاربات وغير النظاميات موجودات في بناية كاملة تم إيواؤهن بها فذهبت هناك واخترت واحدة منهن. وتضيف لقد تطور الموضوع إلى أن يتم تأجير العاملة بالساعة وتتراوح قيمة الساعة ما بي 15إلى 20ريالاً. ولولا وجود فرص عالية لتشغيل الخادمات بمبالغ وأجور كبيرة لما زادت حالات الهرب أو حتى التهريب فقد كانت عندي خادمة قضت أكثر من 16عاماً وفي نهاية الأمر قامت بسرقتي وهربت. وأخيراً ظاهرة الخادمات غير النظاميات أصبحت وباءً يعاني منه مجتمعنا وكل أسرة في هذا المجتمع مسؤولة عن هذه الظاهرة فعند التعامل مع الجهات غير النظامية أو مع سماسرة الخادمات الخارجين عن النظام نكون نحن السبب الرئيسي في ازدياد هذه الظاهرة. هذا وحذر عدد من الجهات الحكومية من المخاطر الأمنية والصحية والاقتصادية على المواطنين المترتبة على التعامل مع العمالة المنزلية "المؤقتة" في المنازل التي تنشط في رمضان بشكل لافت.