أولاً الاشارة إلى ما سطره الأخ سعود المقحم يوم الأحد بتاريخ الثالث والعشرين من شهر شعبان تحت عنوان (أين انتن من رومانسية نور وجمال لميس). بداية: وددت لو أن الأخ سعود لم يقحم المرأة السعودية في مقارنة مجحفة كهذه ولم يتلفظ بتلك الألفاظ الخارجة عن أدب وفن الحوار. فمن هن اللاتي أسلت حبر قلمك لتنال منهن وتسطر فيهن أرق العبارات وتسفهن بأجمل الصفات! التي منها كما تفضلت ما يلي: @ يا مدعيات الجمال، والمثرثرات اللاتي لا تنفع معهن أجود المساحيق العالمية ولا أمهر أطباء الجراحة.... ويا مضيعات الرومانسة المطلخات بالأصباع الصناعية وختمتها بالنظر لتاريخ الصلاحية وحكمت حكمك الجائر على المرأة السعودي بانتهاء الصلاحية.... وإلى آخر ما به قلمك العادل في وصف بنات بلدك. @ أعود وأسألك: من هن اللاتي وصفتهن بتلك الصفات الرائعة؟ هل والدتك وزوجتك (ألهمها الله الصبر) وشقيقتك وابنتك يتصفن بتلك الصفات التي قل ما أجد رجلاً في العالم ينعت بها نساء بلده مع أن النساء في تلك المجتمعات لا يصلن لما وصلت له بنات هذا البلد من حسن التبعل للزوج والمحافظة على العفة والشرف وإعطاء الزوج حقه ومكانته مستلمهات ما أوجبه الله عليهن من واجبات من كتاب الله وسنة رسوله. تقول أيضاً أنه ليس للكثير من الرجال خيار كما اختار يحيى لميس عن قناعة واستبصار وقد لزق الكثير منهن لزقاً لا فكاك منه! وأنا أقول لك: وهل لواحدة من النساء عندنا خيار في شريك حياتها؟ إن الذي يختار لها هو الرجل إن كان أباً أو أخاً وهي تدفع ثمن هذا الخيار صائباً كان أو خائباً والذي يكون في غالب الأحيان ليس في مصلحتها ولا يمثل طموحها وأحلامها في شريك الحياة الذي ستقضي معه العمر كله، ومن الذي رضي بالهم كما تفضلت؟ إن البعض من الرجال و أخالك منهم لديه قناعة تامة أنه مخلوق لكي يأخذ فقط وأن على المرأة بالإضافة إلى أعبائها من حمل وولادة وإرضاع وسهر وتربية وقيام بأعباء البيت والوظيفة إن كانت موظفة أن عليها فوق ذلك كله أن توفر لك كل أنواع العواطف والرومانسية في حين يقف الرجل موقف المستهلك فقط. وتتساءل في مقالك: من التي تستطيع صبراً على جفاء زوجها كما صبرت نور على مهند في تلك الأيام السوداوية وكأنك لا تعلم أن كل ذلك لا يعدو كونه مشاهد تمثيلية لا تمت للواقع بصلة! وأنا سأجيبك على سؤالك: إن نسبة عالية من النساء في مجتمعنا تحمل من الهموم والصبر على سوء معاملة زوجها لها ما تنوء عن حملها الجبال وتصبر على سوء طباعه ونزواته وسفراته وسهراته مع الشلة في الاستراحة والمقاهي وأخيراً على زواج الشجعان من مسيار ومقناص ومسفار.... وهلم جرا من أنواع الزيجات التي حاز الرجل السعودي وبجدارة على براءة اختراعها دوناً عن رجال العالم أجمع في سبيل الحفاظ على على بيتها وأطفالها والنجاة بنفسها من حمل لقب مطلقة في مجتمع يحمل المرأة الذنب في طلاقها ويصمها بالفشل في حينه أنه لا ناقة لها ولا جمل في سبب هذا الطلاق أغلب الأحيان. أنا لن أسخر قلمي للنيل من الرجل السعودي ففيه الخير الكثير كما في المرأة الخير الكثير بفضل الله، وأنا اعتبره تاجاً فوق رأسي ورأس كل حرة شريفة ولن أقارنه بأي رجل في الكون فهو من وجهة نظري فوق مستوى المقارنة فهو الوالد الفاضل الحنون والزوج ورفيق الدرب والأخ الذي يشرفني اشتراكي معه بالنسب والابن الحبيب الذي تعقد فيه كل أم آمالها بعد الله تعالى. وأخيراً يا أمل جميلات العالم العربي: ألم تسأل نفسك لم أًبحت أملاً لهن؟ أمن قلة في الرجال في تلك البلاد! أم لأنها قبل أن تنظر إليك تنظر لمحفظتك ورصيدك في البنك! إذا فدونك أياهن ودع بنات بلدك لمن يعرف قيمتهن ويقدرهن حق قدرهن. ختاماً: ليتك تتأنى أخي الكريم قبل الكتابة لمجرد إثارة النصف الثاني من المجتمع، ودعني أقول لك كما قال أجدادنا وجداتنا:'' "حلاوة الثوب رقعته منه وفيه".