ما أن يأتي رمضان حتى ترى خيام الافطار قد نصبت في كل حدب وصوب في تسابق حميم بين الجمعيات والمبرات الخيرية من أجل تفطير العمالة الوافدة التي ترى هذا الشهر الفضيل فرصة كبيرة لها لتوفير مصروف الاعاشة لا سيما مع تفاقم أسعار المعيشة هذه الايام ولعل ما يؤرق نفسي ويحز في خاطري هو أننا نطعم عمالة معظمها أغنى من الأسر المحلية ذات الدخل المتوسط فما بالك بالفقيرة؟ كما أن معظم هذه العمالة لا تستحق منا هذا الاهتمام بفضل تزايد معدل الجريمة لديها في أروقة الأجهزة الأمنية ولعل القارئ الكريم لديه ما يكفي عن عبث هذه العمالة بأمن وسلامة الوطن والمواطنين ناهيك عن أن تلك العمالة ليست بحاجة لنصب الخيام لها فهي المسيطرة على التجارة في كل الأسواق سواء في الأعلاف أو في الأسمنت أو في محطات البترول أو في الأسواق التجارية والنتيجة مليارات الريالات تحول خارج حسابات الوطن واستثماراته لتنمية أوطانهم. حدثني مسؤول أمني رفيع المستوى انه تم القبض على عامل من الجنسية البنغالية وفي جعبته 400.000ريال، واضاف المسؤول نفسه انه تم ضبط باكستاني يملك أربع شاحنات نقل أعلاف وبرسيم باسم مواطن سعودي يئن تحت وطأة الفقر.. أنا هنا لا أعترض على تفطير الصائمين فرسولنا الكريم صلى الله عليه ووسلم حثنا على ذلك ولكن اعتراضي هنا على الآلية التي تدار بها عملية تفطير الصائمين أليس الأجدر بنا أن ننصب الخيام بين ظهراني الأسر الفقيرة في المملكة لأن الأقربين اولى بالمعروف؟ يقول أحد مديري المبرات الخيرية في المملكة ان الهدف من نصب خيام الافطار لتلك العمالة الوافدة هو تحببها للشعب السعودي فعارضته على الفور قائلاً: ان بعضهم لا يسمونها طيبة ومحبة بل يرونها استغفالاً واستغلالاً لشعب تربى على الطيبة وسلامة السجية منذ نعومة اظفاره حتى أضحى من السهولة تمرير الحيل والخداع عليه داخل وخارج محيط البلاد نتيجة تأصل تلك الطيبة في سويداء قلبه اني هنا اتساءل هل قدرت هذه العمالة (طيبة الشعب) خلال عقدين من نصب هذه الخيام لها أم تأمرت عليه فسلبت أمواله ونهبت مكتسباته وأفسدت معيشته حتى أصبحت جرائمها حديث المجالس عند القاصي والداني.وانني هنا أناشد مديري الجمعيات والمبرات والمناشط الخيرية ان يتقوا الله في من اوثقوهم أموالهم وان يصرفوها على الوجه الذي يرضي الله عنهم حتى لو وصل الأمر إلى صرفها للاسر الفقيرة التي تعيش تحت أنين البؤس والجوع داخلياً وخارجياً بدلا من صرفها على عمالة همها الاول والأخير كيف تجلب الريال لخزينتها حتى لو تجاوز الأمر العبث بشرف النبلاء. @مديرمكتب مؤسسة اليمامة الصحفية في محافظة الأفلاج