يبدو أن فوبيا جديدة أصابت سعوديين مع دخول شهر رمضان، خصوصاً مع انتشار خيام «تفطير الصائمين» بجوار المساجد، خوفاً من انتشار فيروس «أنفلونزا الخنازير» في هذه التجمعات، إضافة إلى تأثيرات حادثة «حريق الجهراء» التي وقعت في الكويت أخيراً، والتي ألقت بظلال من الخوف والحذر عليهم. «فوبيا الخيام» إن صحت هذه التسمية بدت واضحة في اعتراضات بعض السعوديين على إقامة خيام لتفطير الصائمين، الذين طالبوا بإلغائها وإيجاد بديل آخر، اقترح بعضهم أن يتمثل في توزيع «سلات إفطار» على المحتاجين، ليمضوا بعدها إلى بيوتهم، منعاً لتجمعهم وما قد ينتج منه من مخاطر. وإلى الشرق من العاصمة الرياض، طالب عدد من المصلين في أحد المساجد في شرق الرياض بإلغاء مخيمات إفطار صائم، وعمل بديل لها بتوزيع سلات إفطار على الصائمين، مشيرين إلى أن هذه المخيمات ستوقع كارثة أكبر من كارثة خيمة الجهراء. يقول محمد الغانم: «نحن نعرف جميعاً حجم المأساة التي وقعت في خيمة الجهراء في الكويت، فهذه الخيام مع تفشي وباء أنفلونزا الخنازير أخطر، خصوصاً أن من يقصد خيم إفطار صائم هم من البسطاء والعمالة، فيجب أخذ الحيطة والحذر، وألا ننظر فقط لإشباع بطونهم، بل حمايتهم من الأمراض المعدية، فتكدس الصائمين بهذا الشكل يمكن أن يشكل خطورة كبيرة على الصحة العامة وعلى المصلين أيضاً». أما نايف الرشيد، فيؤكد أنه يجب إلغاء هذه المخيمات، فهي تكتظ بعدد كبير لا يقل عن 300 صائم، وجميعهم معرضون للإصابة بأنفلونزا الخنازير، والعملية هنا غير منظمة والأمر أصبح في غاية الخطورة. ويضيف: «نحن نعلم أن الوباء ينتشر سريعاً، ولو وجد شخص مصاب فسينقل العدوى للبقية، وهم بدورهم سينقلونه لآخرين، ونحن لا نطالب بإلغاء التفطير نهائياً، ولكن الأفضل توزيع سلات على الجميع من الجميعات الخيرية، لأن توخي الحذر مطلوب، حتى لا تصل الأمور إلى كارثة، خصوصاً أن معظم الدول العربية ألغت إفطار صائم هذا العام تحسباً لوقوع كارثة، ويجب إلغاؤها استثنائياً هذا العام. من جهته، أوضح المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني، أن تجمعات إفطار صائم مثلها مثل تجمع الجمهور في الملاعب السعودية، وأن اللجنة في وزارة الصحة ناقشت هذا ولم يكن هناك ما يمنع أن تقام، ومثلها مثل أي تجمع طبيعي. يذكر أن وزارة الشؤون الإسلامية تشترط الحصول على إذن مسبق لإقامة موائد إفطار الصائم خلال شهر رمضان، ومطالبة الوزارة برفع تقارير متكاملة، تتضمن عدد مشاريع إفطار الصائمين التي ستقام ومواقعها، وأسماء المشرفين عليها، والجهات المشاركة، إضافة إلى الإيجابيات والسلبيات والمقترحات المناسبة لتطوير تلك المشاريع.