تشهد منطقة مكةالمكرمة حركة نشيطة من العمل الطموح هو ترجمة لتوجيهات القيادة العليا للعناية بأهم مكان على وجه الأرض بالنسبة للمسلمين عامة، وللسعوديين خاصة، وبمتابعة دقيقة من صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكةالمكرمة الذي بدأت تظهر بجلاء آثار إدارته على المنطقة، وأبرزها، النظافة الظاهرة لمنطقة الحرم، والنظام المروري الصارم، والتنظيم المضطرد لشئون العمرة والحج، والاهتمام بالمعتمرين والحجاج، وتقلص نسبة المتخلفين من المعتمرين وفقاً لتصريح معالي وزير الحج المنشور بجريدة الرياض يوم الاحد الموافق 23شعبان 1429ه. إلا أن تحقيق الأهداف الطموحة، والرقي بإدارة أعمال العمرة والحج تقتضي تحقيق نقلة نوعية بأدوات التنفيذ وأهمها مؤسسات أرباب الطوافة ومكتب الزمازمة الموحد، والمؤسسات المرخص لها بتقديم خدمات العمرة، وبقية المؤسسات العاملة بهذا المجال. فتلك المؤسسات، باستثناء الشركات المرخص لها بتقديم خدمات العمرة، استمدت تسمياتها ونشاطها من الأعراف والعادات وظروف المكان والزمان. واحتفظت بتسمياتها وأنشطتها دون معرفة لنظامها ومرجعيته ومدى مواكبتها لتطورات العصر. فضلاً عن الصورة السلبية التي ارتسمت في ذهن بعضهم عن دور تلك المؤسسات. وعدم الوضوح لمهام بعضها مثل، الادلاء، والزمازمة، ومكتب الوكلاء الموحد،أو الازدواج بين أنشطة تلك المؤسسات. وفي عصر التقنية المتطورة، والمفهوم العصري لإدارة الحشود وتنظيمها، والطموح بالرقي بالخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين لتصنيف متقدم يضاهي أداء العالم الأول وفقاً لطموحات سمو أمير المنطقة، وهو طموح مشروع في ظل الامكانات الهائلة التي تتمتع بها المملكة، هل يمكن القول بالاعتماد على تلك المؤسسات بتسمياتها العرفية المستمدة من الزمن الماضي ببساطته؟. أم أن متطلبات المرحلة أصبحت تلح بتطوير تلك المؤسسات، أو تحويلها إلى شركات متخصصة، أو إدماج نشاطها مع أنشطة المؤسسات والشركات الوطنية التي تقدم خدمات العمرة والحج بالتنسيق مع الوكلاء الخارجيين. إن تطوير خدمة الحجاج والمعتمرين، والتغلب على السلبيات المعتادة من تخلف للمعتمرين، وافتراش للطرق، واحتيال على الحجاج والمعتمرين، غيرها، يستحق أن يصبح محلاً للطموحات الكبرى. لكن ذلك لا يتحقق إلا من خلال الاستجابة لمتطلبات المرحلة والعمل وفق نظام مؤسسي تديره كوادر وطنية لديها القدرة والمرونة اللازمة لتنظيم الوفود وخدمتها وفقاً للمفاهيم العصرية الحديثة، ويجب أن تتسع قاعدة تلك الكوادر لتشمل أي مواطن مؤهل للعمل في هذا المشروع الوطني الكبير.