ستعقد قمة رباعية مخصصة للمفاوضات السورية - الاسرائيلية غير المباشرة تجمع سوريا وفرنسا وتركيا وقطر غدا الخميس في دمشق كما اكدت الرئاسة الفرنسية والرئيس السوري بشار الاسد أمس الثلاثاء. واوضح قصر الاليزيه ان الرئيس نيكولا ساركوزي سيتوجه اليوم الاربعاء والخميس الى دمشق في زيارة وصفها ب "السياسية". واوضح انه سيشارك في القمة الرباعية بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي، مع امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بصفته رئيس مجلس التعاون الخليجي، والرئيس السوري بشار الاسد بصفته الرئيس الحالي لمجلس الجامعة العربية. كما يشارك في هذه القمة المخصصة لبحث "القضايا الاقليمية المتعلقة بالسلام في الشرق الاوسط" رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان حسب الاليزيه. وترعى تركيا مفاوضات السلام غير المباشرة بين اسرائيل وسوريا التي تم تجميدها لثمانية اعوام قبل ان يعلن عن استئنافها نهاية ايار - مايو. واوضح الإليزيه ان هذه القمة التي "تعقد بمبادرة من سوريا" ستبدا في الساعة الحادية عشرة من قبل ظهرغد الخميس وتستمر لمدة ساعة. وردا على سؤال لشبكة فرانس 3عن هذه القمة اكد الرئيس السوري انعقادها موضحا ان "سوريا تتولى الان رئاسة الجامعة العربية وفرنسا رئاسة الاتحاد الاوروبي وتركيا هي البلد الوحيد الذي تمكن من احياء عملية السلام وان كان عبر مفاوضات غير مباشرة" مع اسرائيل. واضاف الاسد "نريد دورًا رئيسياً لاوروبا من خلال فرنسا ولجميع الدول العربية من خلال سوريا وقطر". وخلال اجتماعه الاربعاء مع الرئيس بشار الاسد سيثير الرئيس الفرنسي الخلاف على منطقة "مزارع شبعا" الواقعة في المثلث الحدودي بين لبنان وسوريا واسرائيل. واكد الاليزيه انه "لا ينبغي استخدام هذه المشكلة ذريعة للشلل" بين سوريا واسرائيل مضيفا "نحن على استعداد للمساعدة". كما سيناقش ساركوزي والاسد موضوعاً اخر وهو ايران والقرار "الذي اتخذته في ربيع 2005" بمواصلة عمليات تخصيب اليورانيوم التي "تثير حقا قلق" الدول الست المكلفة الحوار مع ايران وهي فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين.واكد الرئيس السوري الثلاثاء في مقابلة مع القناة الثالثة في التلفزيون الفرنسي ان دمشق وباريس تعيشان "عصرا جديداً في علاقاتهما الثنائية وذلك عشية وصول نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي الى سوريا. وقال الاسد "يمكنني ان اقول ان هناك اليوم عصرا جديدا بين سوريا وفرنسا يستند الى السياسة الجديدةلفرنسا، سياسة واقعية، براغماتية تهدف الى تحقيق السلام وتدعو الى الحوار". واضاف الرئيس السوري "يمكننا حقا ان نقول ان هناك عصرا جديدا يسعى الى الاستقرار. الرئيس ساركوزي حدد لنفسه هدفا هو تحقيق الاستقرار. انه يحاول تحقيق الاستقرار اينما كان". واشار الاسد الى ان السياسة الفرنسية في عهد الرئيس السابق جاك شيراك "لم تكن تساعد على ارساء علاقات طبيعية بين فرنسا وسوريا". من جانبه اكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان السلام في منطقة الشرق الاوسط يمر عبر سوريا وفرنسا معربا عن امله بان تكرس القمة التي سيعقدها مع نظيره السوري بشار الاسد "صفحة جديدة" بين البلدين. وقال ساركوزي في حديث صحافي انني على اقتناع بان طريق السلام في هذه المنطقة يمر عبر بلدينا". وراى الرئيس الفرنسي وفق النص الذي حصلت عليه فرانس برس مساء الثلاثاء ان "سوريا دولة كبيرة بامكانها تقديم مساهمة لا يستعاض عنها في حل قضايا الشرق الاوسط" مضيفا "من الضروري ان تلعب سوريا دورا ايجابيا في المنطقة". واعتبر ان زيارته الى دمشق، وهي اول زيارة لرئيس غربي الى العاصمة السورية منذ خمس سنوات، تاتي في اطار خاص "حيث يفتح البلدان صفحة جديدة في علاقتهما". واضاف انها "صفحة جديدة غالية على قلبي لانها ترى سوريا تختار تدريجيا الخيارات التي ينتظرها منها العالم وتاخذ هكذا مكانتها في حلبة الامم". واشار الى انه يرى ان مستقبل العلاقات السورية-الفرنسية ضمن اطار "طريق التعاون". واعتبر ان زيارته هي "رسالة صداقة الى الشعب السوري" معتبرا ان الصداقة بين الشعبين "ثراء لا يقدر بثمن" و"يجب الحفاظ عليه باي ثمن".