قبل أيام نشرتُ مقالا بعنوان (دور العرق والجنسية في المنافسات الرياضية) بدأته بعدة اسئلة حائرة مثل: - لماذا يسيطر السود على منافسات العدو والركض! - ولماذا يتفوق الصينيون في كافة الألعاب باستثناء مسابقات العدو والرياضات المجهدة! - وكيف حصدت الصين معظم الميداليات في حين لم تحصل الهند (التي تساويها تقريبا في عدد السكان) إلا على ميدالية واحدة! - ولماذا يتم الفصل بين منافسات الجنسين وكيف يعمل الفرق البيولوجي على تفوق أو تأخر أي طرف! ... وفي حين حاولت جهدي الاجابة عن هذه الأسئلة تهربت من (آخر سؤال) واعداً بكتابته في مقال منفصل بسبب ضيق المساحة.. .. واليوم أملك من المساحة ما يكفي للتأكيد على أن الفصل بين منافسات الجنسين إجراء عادل يفرضه وجود فروق بيولوجية وتشريحية بينهما.. فمن المعروف أنه حتى سن العاشرة لا تكون هناك اختلافات جوهرية بين جسم الذكر والأنثى، ولكن بعد سن البلوغ تحدث تغيرات بيولوجية تحتم وجود منافسات ومسابقات خاصة بكل جنس على حدة ( إن أردنا العدل لكلا الطرفين).. فصغر جسم المرأة مقارنة بالرجل يجعلها أقل قدرة على امتصاص الأوكسجين (بسبب الصغر النسبي لرئتيها) في حين أن مقدار الدم الذي يضخه قلبها (بحكم تكوينه) أقل من الدم الذي يضخه قلب الرجل.. ولهذين السببين بالذات يصعب على المرأة منافسة الرجل في الألعاب المشتركة التي تتطلب قدرا أكبر من الأوكسجين وقوة التحمل - كمسابقات الماراثون والعدو السريع!! .. أيضا.. هناك فرق جوهري آخر يحتم الفصل بين الرجال والنساء في ألعاب القوى بالذات ؛ فمن المعروف أن عضلات المرأة لا تتجاوز في قوتها 60% من عضلات الرجل وأن ما بين ( 25- 35% ) من جسمها يتكون من الدهون.. وهذه الكمية الكبيرة نسبيا تشكل عبئا على المرأة - لأنها ببساطة وزن ميت - وبالتالي لا تنجح في مسابقات تتطلب قوة عضلية مجردة كالقفز ورفع الأثقال! ... أضف لهذا يجمع الأطباء على عدم مناسبة (بعض الرياضات المحترفة) لجسم المرأة من وجهة نظر تشريحية.. فاتساع الحوض لدى المرأة مثلا يتسبب في ازدياد ( زاوية ) تمفصل عظمة الفخذ مع الحوض مما يضاعف قوة الشد واللي على أربطة الركبة. وهذا الأمر لا يجعل المرأة أقل سرعة من الرجل فقط بل ويحد من عمرها الرياضي نتيجة حدوث آلام وإصابات متكررة في مفصل الركبة.. ومن جهة أخرى لا يخفى على أحد الدور السلبي للتمارين المجهدة في انقطاع الطمث وانخفاض نسبة هرمون الاستروجين وهو ما يترتب عليه تخلخل العظام وصعوبة الحمل وسرعة الشيخوخة (وأرجو أن نفرق جيدا بين ممارسة الرياضة العادية، وبين احتراف المرأة لها بشكل مكثف)!! ... وفي المقابل.. هناك خصائص جسدية تتيح للنساء التفوق على الرجال في بعض الرياضات والمواقف.. فجسم المرأة مثلا أقل تعرقاٍ من الرجل وبالتالي أقدر على الاحتفاظ بحرارته وحماية نفسه من الجفاف.. كما ان نسبة الدهون الكبيرة مفيدة للطفو والسباحة - وبالتالي لاتبذل المرأة جهدا كبيرا للبقاء على سطح الماء كالرجل.. أضف لهذا أن الليونة التي تتمتع بها المرأة تجعلها أقدر على ممارسة ألعاب الباليه والجمباز - وهو ما يلاحظ في الفرق النسائية الصينية والكتلة الشيوعية السابقة. كما أن خفة وزن المرأة وقصرها النسبي يتيحان لها المحافظة على توازنها في السرعات العالية الأمر الذي يفسر صعوبة سقوطها أو "كعبلتها".... كما هو شأنها دائما!