من فرط متابعتي لأولمبياد بكين تراكمت في ذهني أسئلة كثيرة حائرة.. فعلى سبيل المثال: - لماذا يسيطر العرق الأسود على منافسات العدو والركض! - ولماذا لم يفز أي رياضي أسود في مسابقات السباحة (حتى في الدورات السابقة)! - ولماذا يتفوق الصينيون في كل الألعاب باستثناء مسابقات العدو والرياضات المجهدة! - ولماذا تسيطر شعوب أوربا الشرقية على منافسات رفع الأثقال! - ولماذا يتم الفصل بين منافسات الجنسين/ وكيف يعمل فرق الهرمونات على تفوق أو تأخر كلا الطرفين! - وفي حين حصدت الصين معظم الميداليات لماذا لم تحقق الهند (التي تساويها تقريبا في عدد السكان) سوى ميدالية واحدة! - وأليس من الطبيعي أن تتفوق أمريكا وروسيا والصين في حصد الميداليات عطفا على ضخامة وفدها المشارك مقارنة بمشاركة البحرين أو المالديف مثلا... - وبالنسبة للمجتمعات الإسلامية المحافظة ؛ ألا يصعب عليها تحقيق نتائج متقدمة لعدم مشاركتها في المنافسات النسائية (حتى في حال تفوق رجالها مستقبلا)!! *** *** *** ... كل هذه الأسئلة (التي تبدو كمسلمات) تثبت أن المنافسات الرياضية غير عادلة بطبعها.. فالجنس والعرق والجنسية تلعب أدواراً خفية في حصد الميداليات الذهبية.. ففي حين تجد شعوبا طويلة القامة صلبة العود تجد بقربها شعوباً ضئيلة الجسم رقيقة الجلد تسعى (لنفس الميدالية).. وفي حين تجد لاعبا صلب البنية واسع الرئتين (من نيجيريا أو غانا) تجد على "نفس الخط" لاعبا ضيق الصدر رقيق العظام (من الهند أو البنغال). وفي حين يتفوق الروس والألمان في رياضات القوة والتحمل تتفوق شعوب آسيا الصفراء في ألعاب الخفة والرشاقة (ولكن ليس في الركض الذي يتطلب سيقاناً طويلة ورئات كبيرة.... رغم اعترافي بتفوق بعض العرب بسبب ماضيهم العريق في الفرار)!! أما الهنود فعجزوا عن تحقيق أي ميدالية في الدورات السابقة رغم عددهم الهائل.. وحين سئل رئيس "اللجنة الأولمبية الهندية" عن السبب قال بالحرف الواحد: "لقد توجهنا بهذا السؤال الى الأطباء والخبراء فأعادوه الى أسباب جينية وعرقية تجعل الشعب الهندي عاجزا عن المنافسة الرياضية كون تركيبتنا الجسمية وقدرة صدورنا على استيعاب الأوكسيجين لا تسمح بمنافسة الشعوب الشمالية في رياضات القوة والتحمل في حين يمكن للسود فعل ذلك لو أتيحت لهم الإمكانات المناسبة!" *** *** *** .. وعلى ذكر السود.. يبدو أن هناك بالفعل أسباباً عرقية وتشريحية تتيح لهم التفوق في رياضات معينة.. فالعرق الأسود يتفوق بشكل واضح في رياضات مجهدة كالملاكمة والعدو والسلة وكرة القدم لدرجة تحول الأندية الأوروبية الى لون المسك ودوري السلة الأمريكي الى مسابقة خاص بالأفارقة.. وقد أعاد البعض هذه الظاهرة إلى ارتفاع معدل هرمون الأدرينالين، وكبر حجم الرئتين، وانخفاض نسبة الدهون ، وضخامة المنخرين والقصبتين... بل وحتى طول عظمة العقب في مؤخرة القدم التي تعمل بمثابة "رافعة" للقوة المتحصلة من عضلات الساقين (وبالتالي كلما زاد طولها كلما احتاجت لمجهود أقل لرفعها في حين تصبح عديمة الفائدة في أحواض السباحة)! ... بقي لدينا تفوق الأوربيين الشرقيين في رفع الأثقال التي يفسره البعض بجمع هذه الشعوب بين القصر النسبي واكتناز العضلات (بالتالي تحقيق توازن أفضل أثناء حمل الأثقال)! ... أما بخصوص الفصل بين مسابقات الجنسين ودور الهرمونات الجنسية في تفوق أو تخلف كل طرف فأعدكم بتخصيص مقال منفرد عن هذا الموضوع (نظرا لتفاصيله الدقيقة).. ... أما مشاركة المجتمعات الإسلامية في الرياضات النسائية فقضية شائكة تعرفون مثلي خلفياتها الدينية والاجتماعية والثقافية (... في حين لا تعرفها وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس التي أعربت قبل أيام عن تطلعها لمشاركة المرأة السعودية في الدورات الأولمبية القادمة)!