أكد الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف أن روسيا على استعداد عند الضرورة لسن قوانين خاصة تنص على فرض عقوبات دبلوماسية واقتصادية على الدول الأخرى. وقال الرئيس الروسي في حديث تلفزيوني: نحن لسنا على وجه العموم من دعاة فرض العقوبات ولا نقدم على ذلك إلا في الحالات القصوى. ولكننا على استعداد من سن قوانين خاصة إذا ما اقتضى الأمر، مشيرا إلى أن ذلك يعد أمراً عقيماً. وأضاف قائلا لقد أنجز كل شيء منذ أمد بعيد، وإن المجتمع الدولي قد صادق على ميثاق الأممالمتحدة الذي يثبت بصريح العبارة حق الدول في الدفاع الذاتي. مشيرا إلى أن القوانين الروسية الخاصة تسمح باتخاذ قرارات حول الإجراءات الجوابية بما ذلك حول استخدام القوات المسلحة. وأردف يقول إن القاعدة القانونية متوفرة ولسنا بحاجة إلى تثبيت شيء. وحول الاعتراف باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية قال إن روسيا قد اتخذت قرارا قاطعا بالاعتراف باستقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا. وإن الدولتين الجديدتين قد نشأتا من الوجهة القانونية، كما أن عملية الاعتراف بهما قد تستغرق فترة زمنية طويلة إلى حد كاف ولكن ذلك لن يغير موقفنا. وأشار إلى أن المهمة الماثلة أمام روسيا الآن هو العمل على ضمان السلام والهدوء للسكان. وقال: لقد اتخذنا قرارنا وانه قرار قاطع، وإن اعتراف الدول الأخرى باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية يعتبر مسألة مختلفة. ولذلك فإن أي أعمال جماعية لا يمكن أن تكون هنا. وإنه لمن الواضح كليا أن من الدول من سيرفض في ظل هذا الوضع ظهور الدولتين الجديدتين ومنها من سيرى أنهما لم تظهرا في الوقت المناسب. وذكر أن القانون الدولي يقوم على أساس أن الدولة الجديدة لا يمكن أن تنشأ إلا بعد نيلها الاعتراف ولو من بلد واحد. وفي هذا الصدد أعلن ميدفيدف المبادئ الخمسة التي ستقوم على أساسها السياسة الخارجية الروسية في أعقاب الاعتراف باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، حيث قال إني لسوف أتبع في السياسة الخارجية الروسية نهجا يقوم على خمسة مبادئ، فأولاً: روسيا تعترف قبل كل شيء بأولوية المبادئ الأساسية في القانون الدولي التي تنظم العلاقات بين الشعوب المتحضرة. وأضاف وثانياً: إن العالم يجب أن يكون متعدد الأقطاب، لأن أحادية القطب مرفوضة. سيما وأن روسيا لا يمكن أن تقبل بذلك النظام العالمي الذي يتخذ فيه جميع القرارات بلد واحد حتى ولو كان مثل الولاياتالمتحدة. وأضاف قائلا إن عالما كهذا يفتقر إلى الاستقرار ويهدد بنشوب نزاعات. وقال وثالثا: إن روسيا لا تسعى إلى المجابهة مع أي بلد آخر. وأردف قائلا: إن روسيا لا تعتزم الانطواء على نفسها. ولذلك سنواصل قدر الإمكان تنمية علاقات الصداقة مع أوروبا والولاياتالمتحدة والبلدان الأخرى في العالم. ورابعاً، أشار ميدفيديف إلى أن حماية حياة وكرامة المواطنين الروس أينما يكونوا تعتبر بالتأكيد من أولويات السياسة الخارجية. وقال: سندافع أيضا عن مصالح رابطة رجال أعمالنا في الخارج. وليفهم الجميع بأننا سنرد على كل من يرتكب عدوانا. وأضاف وخامساً: المحافظة على مصالح روسيا في المناطق الصديقة لها. لروسيا أسوة بالبلدان الأخرى في العالم مناطق لها فيها مصالح متميزة. وتشمل هذه المناطق البلدان التي تربطنا بها علاقات صداقة. ولذلك ستعمل روسيا باهتمام بالغ في هذه المناطق، لافتاً إلى أن الحديث لا يدور حول الدول المتاخمة فقط. أما ما يخص تطور العلاقات الدبلوماسية مع البلدان الأخرى فأشار ميدفيديف إلى أن ذلك لن يكون متوقفا على روسيا وحدها بل وعلى أصدقائها وشركائها وعلى الرابطة الدولية. من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس الاثنين ان القرار الروسي ارسال قوات إلى جورجيا حدد معياراً جديداً ستدافع من خلاله موسكو عن مصالحها الوطنية. وقال لافروف لطلاب الكلية الدبلوماسية الرئيسية في موسكو في خطاب بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد من خلال ردها على العدوان الجورجي حددت روسيا نوعاً من معيار رد الفعل الذي يتماشى بشكل كامل مع القانون الدولي. وتابع "عادت روسيا إلى مسرح العالم كدولة مسؤولة يمكن أن تدافع عن مواطنيها".