غير آبهة بحرمة الشهر الفضيل، ارتكبت قوات الاحتلال فجر أمس جريمة جديدة في قرية نعلين غرب رام الله، حيث اصابت أبا لاربعة ابناء، بجراح بالغة الخطورة في الرأس، خلال حملة لاعتقال شقيقه، على خلفية نشاطاته في مقاومة اقامة جدار الفصل العنصري. فبينما كانت اسرة المواطن عواد (عايد) صادق سرور ( 40عاما)، تستعد لتناول طعام سحور اليوم الاول من شهر رمضان المبارك، دهمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال منزلها، وقامت باعتقال شقيقه عقل صادق سرور، وذلك في اطار الاعتقالات التي تستهدف الناشطين في مقاومة الجدار التوسعي الذي تقيمه (إسرائيل) على اراضيهم. ووفقا لما ذكره عاهد الخواجا منسق لجنة مقاومة الجدار في نعلين ل"الرياض" فان المواطن عواد حاول التدخل لمنع اعتقال شقيقه فما كان من جنود الاحتلال الا ان اعتدوا عليه قبل ان يطلق احد الجنود ثلاثة اعيرة معدنية (كرات مغلفة بطبقة رقيقة من البلاستيك)، عليه من مسافة ثلاثة امتار واصابه بثلاثة اعيرة الاول في الصدر، والآخران اخترقا العين واستقرا في الرأس. واثر ذلك وقع عراك بالايدي بين افراد الاسرة وقوات الاحتلال التي انهالت بالضرب وقنابل الصوت والغاز دون اكتراث بوجود اطفال، واصابت العديد بحالات اختناق شديدة. ولم تسمح قوات الاحتلال بنقل الجريح عواد إلى المشفى الا بعد انسحابها من البيت والذي استغرق اكثر من ساعة. وقد نقل إلى مشفى رام الله ووصفت حالته بالحرجة حيث ادخل إلى غرفة العناية المشددة. وقد هب اهالي القرية لنجدة اسرة سرور وتصدوا لقوات الاحتلال بالحجارة في مواجهات عنيفة، اطلقت خلالها قوات الاحتلال كميات كبيرة من قنابل الصوت والغاز باتجاه منازل المواطنين ما اوقع عدداً كبيراً من حالات الاختناق واثار جوا من الفزع عند الاطفال. وكانت قرية نعلين ابدت خلال الشهور الماضية صمودا كبيرا في مواجهة اعمال اقامة الجدار العنصري على اراضيهم، حيث تشهد فعاليات احتجاجية ومواجهات عنيفة ومستمرة مع قوات الاحتلال اوقعت لغاية الآن شهيدين ومئات الجرحى. وتعيد الجريمة الجديدة إلى الأذهان الطريقة التي قتلت بها قوات الاحتلال الشاب يوسف احمد عميرة ( 19عاما)، عندما اطلق عليه الجنود مساء 30تموز الماضي النار عن قرب واصابوه بعيارين معدنيين استقرا في الرأس ودخل اثرها في حالة موت سريري ليعلن استشهاده في 4من آب الماضي. وجاءت اصابة عميرة مساء أمس الذي شيع فيها اهالي نعلين الشهيد الطفل احمد حسام موسى ( 10اعوام)، والذي استشهد جراء اصابته بعيار ناري في الرأس اطلقه عليه جنود الاحتلال خلال تظاهرة ضد الجدار في 29تموز - يوليو. كما تعيد الجريمة إلى الأذهان عملية اطلاق النار التي شاهدها العالم بالصوت والصورة على الشاب اشرف ابو رحمة من قرية بلعين المجاورة خلال تظاهرة داعمة لاهالي قرية نعلين التي كانت تخضع لحظر تجول وحصار مشدد في 7تموز الماضي. وقد التقطت المشهد الفتاة سلام عميرة من منزلها المجاور وقامت منظمة "بتسيلم " الاسرائيلية لحقوق الانسان بنشرها على نطاق واسع، وهو ما دفع سلطات الاحتلال للانتقام باعتقال والدها. اما الضابط والجندي المتورطان في اطلاق النار فقد صدر بحقهما عقوبات مخففة من قبل مؤسستهما العسكرية. بدوره دعا النائب الدكتور مصطفى البرغوثي إلى "محاكمة جنود الاحتلال ووزير الحرب ايهود باراك الذي يتحمل المسؤولية الشخصية عن هذه الجرائم امام محاكم جرائم الحرب الدولية". واعتبر البرغوثي أن ما تقوم به (إسرائيل) هدفه كسر هذا النموذج المتقدم في النضال الشعبي في نعلين، ولفت إلى انها ليست الاولى من نوعها، منوها إلى اطلاق النار على الشاب أبو رحمة من مسافة مترين وهو مكبل ومعصوب العينين.