طالب حزب اليسار وحزب الخضر المعارضين في ألمانيا بسحب القوات الألمانية على الفور من أفغانستان في أعقاب الحادث المأساوي الذي أطلقت خلاله القوات الألمانية مساء الخميس الماضي النار على سيارتين مدنيتين عند أحد حواجز التفتيش خارج مدينة قندز شمالي أفغانستان مما أسفر عن مقتل طفلين وسيدة وإصابة ثلاثة أطفال. وفي رد فعل على الحادث قال جريجور جيسي رئيس المجموعة البرلمانية لحزب اليسار المعارض لصحيفة "فرانكفورتر روندشاو" الصادرة أمس السبت "يجب أن تسحب ألمانيا قواتها العسكرية من أفغانستان على وجه السرعة" وحذر من سقوط ألمانيا في مستنقع "الحرب القذرة". في الوقت نفسه شدد كريستيان شتروبله نائب رئيس المجموعة البرلمانية لحزب الخضر على ضرورة عدم تورط أفراد القوات الألمانية في عمليات عسكرية هجومية في أفغانستان بسبب الوضع "الكارثي" هناك وفشل محاولات تعديل الاستراتيجية العسكرية المتبعة. وتعد هذه هي المرة الأولى التي تضطر فيها القوات الألمانية منذ تمركزها في شمال أفغانستان عام 2002إلى إطلاق النار على مدنيين بشكل أدى إلى سقوط ضحايا. ووقع الحادث عندما أمرت القوات الألمانية وقوات الأمن الأفغانية السيارتين بالتوقف قبل الاقتراب من الحاجز التفتيشي وعندما واصلت السيارتان السير على الرغم من الأوامر بالتوقف اضطرت القوات إلى إطلاق النار. وفي موقع الجيش الألماني على شبكة الانترنت ذكر الجيش أن المعلومات الأولية تشير إلى أن النيران التي أطلقت على السيارة جاءت من أسلحة القوات الألمانية ورفض الموقع توجيه أي اتهامات ضد الجنود الألمان. من ناحية أخرى طالب خبراء في شئون الدفاع بسرعة تقديم المساعدة لأسر الضحايا الأفغان حرصا على السمعة الطيبة التي تحظى بها القوات الألمانية في أفغانستان وعدم النظر إليها على أنها قوات احتلال فضلا عن ضرورة تجنب حالة الخوف التي ستعتري المدنيين الأفغان عند رؤية الجنود الألمان. الجدير بالذكر أن القوات الألمانية تعرضت خلال الفترة السابقة لهجمات آخرها يوم الأربعاء الماضي عندما سقطت مركبة عسكرية في كمين بمدينة قندز عندما انفجرت عبوة ناسفة على جانب الطريق مما أسفر عن مقتل رقيب أول ألمانى وإصابة ثلاثة من زملائه بجروح. تأتي الهجمات ضد القوات الألمانية قبل صدور قرار البرلمان الألماني حول تمديد مهمة القوات هناك وتوسيع نطاقها بزيادة أعداد الجنود بنحو ألف جندي.