آه آه آه أهات تخرج من فوهة بركان مع ذلك عجزت أنفاسها عن تدفئة ذلك المكان وتساؤلات عجز عقلها أن يجيب عليها حتى اندلعت منها تلك الكلمات بصوت مرتفع لتسمعها جارة لها في غرفة السجن قائلة ما بالك وما هي قصتك قالت اسمي شيخة وعمري ثلاث عشر سنة عندما توفيت أمي قبل ثلاث سنوات ولم يعد يقطن البيت إلا أنا وأخي بندر وكان عمره خمس سنوات، وكان أبي يعمل مندوباً لإحدى الشركات وفي أحد الأيام ذهب لينهي بعض اعماله بالرياض فتعرف على رجل طيب وبعد زيارات متكررة طلب ابنته للزواج فوافق وعندما عاد إلى جدة اخبرنا انه سوف يتزوج وقع علينا الخبر وكأنه قنبلة استلت ارواحنا مع ذلك وافقنا لانه لا مفر من الرفض سائلين الله أن تكون طيبة رغم ما عرفناه عن قسوة زوجة الأب، وفعلاً تم الزواج وكانت تعاملنا بكل عطف وأنجبت طفلها فيصل ثم هند وخالد إلى ان جاء ذلك اليوم الذي قلب ميزان أسرتنا وتشقلب حالنا رأساً على عقب. فقد اكتشفت ان لها علاقة مع ابن خالتها الذي كان يرغب بالزواج منها قبل والدي، وكانت هي تبادله الرغبة، اما ابوها فقد كان رافضاً للفكرة وما أن تقدم أبي لها وافق وكأنه يريد التخلص من هذا القريب ذي الأخلاق السيئة، وقد اخبرتني هي الحقيقة بعد عثوري على رسالة منه لها عن طريق الخطأ وقد طلبت مني أن اعطيها الرسالة وأن لا أخبر أبي بالموضوع لأن هذه المحاولات كانت من جانب ابن خالتها وقد صدقت ذلك واستمرت علاقتي بها كالسابق وفي احد الايام جاءت زوجة ابي ومعها رسالة وقالت لي: انظري ماذا أفعل الآن وقد اصبحت تدركين الأمر، وقبل أن اجيب قالت ما رأيك ان تذهبين معي من أجل ان نضع حداً لهذه المسألة، وقد بدت لي صادقة فلما جاء الوعد ركبنا مع ابن خالتها فوضعت لي المخدر ورمت بي في شقة مفروشة عند اصدقاء ابن خالتها فلما انتهى الأمر رجعت إلى البيت فاذا هي تنظر إليّ وقد ارتسمت على وجهها علامات السعادة لما حصل لي وقد صرخت وبكيت وتوسلت لها أن ترحمني ولكن دون جدوى وظل ذلك الشاب يهددني بالخروج معه من وقت لآخر إلى ان جاء يوم القت الشرطة القبض عليّ في احدى الشقق وانتهى بي المصير إلى هذه الحال وقد تخلت اسرتي عني رغم اني اخبرت أبي بالحقيقة ولكن لم يأبه لها واعتبرها طريقة حاقدة للتخلص من زوجته ثم ما هي الا لحظات حتى تشخص ابصار شيخة إلى السماء لتلفظ أنفاسها الأخيرة.. رافعة سبابتها لتضع حداً لهذه الحياة المريرة..