قنا أداة العسل وانائه.. اتخذت قناالمدينةالعسيرية المتربعة على سفوح جبال السراة واحضان تهامة عسير لتكون نقطة توقف للقادم إلى محايل عسيروجنوبه وشرقه وغربه فهي محور ارتكاز للقادمين قديماً وحديثاً.. ولا غرابة ان جاء ذكر قنا في الكتابات الحميرية القديمة وفي الدراسات التاريخية لتدلل قدم هذه المدينة في جنوب شبه الجزيرة العربية كما يفهم من فرتيز هومل في التاريخ العربي القديم، ود. محمد بيومي مهران في كتابه دراسات في تاريخ العرب القديم، بل ان هذه المدينة القديمة شهدت معارك وقوافل قديمة ووسيطة ومعاصرة، وهذا خير دليل على أهمية قنا الاستراتيجية، وخاصة في النقوش الاثرية التي وجدت في الاعوام "260م، و658م" ونقش امرئ القيس المعروف بنقش النمارة. وقد تقرن قنا بالبحر التي اشتهرت بسوق الاثنين المشهور الذي تجبى اليه خيرات هذه المدينة وما جاورها من العسل والزروع والثمار والصناعات التقليدية والالبسة التهامية الشهيرة، وقد تضاف قنا إلى محايل قنا، (وقنا البحر، أو مشارف قنا، أو قنا وبحر ابوسكينة، أو قنا حمزة في كتاب في بلاد عسير، وهاشم النعمي في كتاب عسير بين الماضي والحاضر، ومحمد العقيلي في المخلاف السليماني ود. عبدالرحمن الشريف في جغرافية المملكة العربية السعودية ليقول م. علي الحربي في كتابه المعجم الجغرافي للبلاد السعودية منطقة عسير "قنا بالفتح واد من أشهر اودية تهامة عسير ومن أكبر روافد وادي حلي ينحدر من جبال دموان ووقرة ببادية لثين وفي الشعاف الغربية لجبال رجال ألمع وجبال المعشور ويتجه شمالا مخترقاً بلاد ولد أسلم ولتين والرفود حتى يفيض بوادي حلي وترفده شعاب واودية عديدة ويبلغ مداه ما يقارب 90كم وفي اعلاه مركز اداري يتبعه قرى وهجر عديدة وبه الخدمات التعليمية والصحية لقبيلة ولد أسلم وقبيلة لتين وقبائل قنا والرفود بتهامة عسير ويتبع المركز محافظة محايل عسير". ولقد كان لأهالي محايل وقنا ورجال ألمع مشاركات سديدة مع عبدالوهاب المتحمي من قبل الامام عبدالعزيز بن سعود لنشر الدعوة السلفية في منطقة تهامة عسير وجازان والجهات المجاورة وذلك في السنة الثالثة عشرة والسابعة عشرة بعد المائتين والألف، كما يذكر ذلك صاحب الديباج الحشرواني وتعليق د. إسماعيل البشري عليه - وكذلك الهلكي في نفح العودة والعجيلي في الظل الممدود، فقد جاء في كتاب الدعوة الإصلاحية وأثرها على أهالي عسير ما نصه قائلاً: عن محمد بن عامر: "ففي أثناء عودته إلى عسير أصيب بمرض الجدري، ووافته المنية في عام 1217ه وقبيل وصوله إلى امارته التي تربع عليها لمدة عامين تقريباً". وبعد أن وصل نبأ وفاة محمد بن عامر إلى عسير، أجمع أولو الشأن على مبايعة أخيه عبدالوهاب أميراً عليهم، فأقرهم الامام عبدالعزيز على ذلك، واشترط عليه القيام بنشر الدعوة ومحاربة الشريف حمود أمير أبي عريش. وقد استجاب الأمير عبدالوهاب لذلك، فقام بابلاغ الدعوة، والزام الحجة على المعاندين، فتوسعت رقعة انتشار الدعوة إلى مدينة أبي عريش وما حولها من تهامة فاليمن، حيث تمكن من القيام بعمليات حربية ناجحة ضد الأمير حمود بن محمد الملقب بأبي مسمار، بدأها في رمضان 1217ه. من أمر ثان قنا تبعد عن محايل جنوباً ببضعة كيلو مترات وقد اكسبها هذا الموقع شهرة علمية ودينية وزراعية وحربية حيث دخلت اليها الدعوة السلفية منذ بداية عهدها في منطقة عسير ما قبل عام 1213ه باعتبار ان العسيريين أول من استجابوا لهذه الدعوة المباركة في الجنوب حتى كونوا لهم صداقات حميمة وقوية مع حكّام وأئمة البلاد في بداية التكوين السعودي الأول على يد الامام محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب - رحمهما الله - كما تدل المصادر التاريخية الوثيقة، وبهذا استمرت قناعسير في القوة والمواجهة لكل معتد كالاتراك وغيرهم ومشاركة أهل قنا في معركة شعار الشهيرة عام 1233ه كما شارك أهالي قناعسير مع اخوانهم سراة عسير وتهامتها مع علي بن مجثل العسيري وتحت اشراف وحماية من الدولة السعودية الثانية آنذاك لاخماد ثورات في تهامة عسير وجازان واخرجوا الاتراك من منطقتهم ما بين سنوات 1243ه إلى1249ه.