يعتبر الغذاء احد أهم عوامل الحفاظ على الصحة بشكل عام ويشكل الغذاء الصحي المتوازن الغني بالفيتامينات والعناصر الغذائية من عوامل الحفاظ على الأم والجنين حيث تشير الابحاث إلى ان النساء اللاتي يرغبن في ان يحملن يجب ان يحرصن على ان يتغذين بطريقة صحية قبل الحمل لتقليل خطر الولادة المبكرة وقد خلص العلماء إلى انه حتى أقل نقص في تغذية الأم في وقت الحمل قد يؤدي إلى الولادة قبل الموعد ويحدث ما يسمى الطفل الخديج هو الطفل الذي يولد قبل اتمام الاسبوع 37من الحمل. وكان الخداج يربط بضعف التطور الجسدي والعقلي وذلك لأن الأطفال الخدج لديهم فرصة أقل لكي تتطور اعضاؤهم ورئاتهم استعداداً للحياة خارج الرحم ويعتقد الباحثون من كندا ونيوزيلندا واستراليا ان خلاصة البحث قد تلقي الضوء من جديد على 40% من حالات الخداج التي ليس لها تفسير حتى الآن. وقد اجرى البحث الجديد على أغنام غذي نصفها بطريقة جيدة قبل التزاوج وأثناء الحمل اما النصف الثاني فكانت تغذيته قبل التزاوج وأثناء الجزء الاول من الحمل قبل ان يترك لتناول ما يريد في المراحل المتأخرة وقد قدر نقص التغذية بحيث تفقد الأغنام 15% من اوزانها وهو ما يعرف بانه حصر غذائي قليل إلى متوسط، وفي المتوسط ولدت النعاج التي كانت تغذيتها ناقصة قبل موعدها باسبوع وخلص الباحثون إلى ان نقص العناصر الغذائية ربما سرع نمو الغدد الكظرية لدى الحملان ويعتقد ان الغدد الكظرية تعطي اشارة البدء للولادة عن طريق حفز انطلاق بعض الهرمونات من الدم ويعتبر الخداج السبب الأول للمرض والوفاة بين الأطفال حديثي الولادة وقد صارت ولادة الخداج أكثر شيوعاً في المجتمعات الغربية الغنية في العقد الماضي. ويعتقد باحثون ان السبب في ذلك ربما يرجع إلى ان النساء يتبعن نظاماً غذائياً في الفترة السابقة للحمل خوفاً من عدم القدرة على فقدان الوزن لاحقاً. وقال البروفيسور جون تشاليس من جامعة تورنتو ان النساء يحتجن إلى التفكير في النظام الغذائي المناسب وتناول الطعام قبل ان يعرفن ان كن حاملات لأن التغذية الجيدة بعد الحمل ربما لا تعرض نقص الغذاء قبله، وقال د. فرانك بلو مفيد من جامعة أوكلاند إذا استطعت ان تخفض معدلات الخداج ولو بنسبة صغيرة فبامكانك تحسيين صحة كثير من النساء على المدى الطويل ويرجح باحثون ان حوالي 40% من النساء من عمر الانجاب في بريطانيا لا يتناولن غذاءً جيداً ومتوازناً. ويعاني الأطفال الخدج من عدة مشاكل صعبة ومعقدة فأهم وأخطر المشاكل هي مشكلة الجهاز التنفسي حيث يعاني الأطفال الخداج الذين يولدون قبل الأسبوع الرابع والثلاثين بعدم نمو الجهاز التنفسي وبالتالي يحدث لهم فشل الجهاز التنفسي وبالتالي المضاعفات التي قد تؤدي إلى وفاة الخدج على الرغم من استخدام بعض المستحضرات الطبية لتنشيط رئة الخديج قبل الولادة ومنها الديكسا ميتازون ومحاولة تأخير الولادة المبكرة إذا أمكن إلى مرحلة متقدمة وذلك باستخدام مهبطات الطلق والولادة المبكرة، والعدوى الالتهابية من أكثر المسببات للمرض ووفاة الطفل الخديج وذلك بسبب عدم نمو جهاز المناعة وكذلك يحدث نزيف في الدماغ وهبوط في حرارة الجسم بالإضافة لاضطرابات الأملاح المعدنية في الجسم وتحدث حالات ضعف النمو واضطراباته وحدوث التخلف العقلي في هذه المجموعة من الأطفال ولا ننسى التكلفة الاقتصادية التي تكلف العناية بالطفل الخديج، ولذا لو اهتممنا بصحة الأم من الناحية الغذائية والصحية بشكل عام قبل الحمل وأثناء الحمل فانه من الممكن تفادي العديد من المشاكل التي تضر بالأم والجنين.