كشفت صحيفة "هآرتس" امس الأحد عن أن طاقما أميركيا سيرصد إطلاق صواريخ من إيران وسوريا باتجاه (إسرائيل) وينقل المعلومات إلى رادار إنذار أميركي يتم نصبه في منطقة النقب بجنوب فلسطينالمحتلة. ووصفت الصحيفة الرادار وربطه بجهاز إنذار "جي.تي.ايه. جي .اس" بأنه "الحلوى" الأهم التي حصلت عليها (إسرائيل) من الولاياتالمتحدة في نهاية ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش. وتم الاتفاق على قرار تفعيل منظومة الإنذار هذه خلال زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إلى الولاياتالمتحدة الشهر الماضي وكانت قد سبقتها مداولات امتدت على مدار عشر سنين تقريباً. وسيشغل طاقمان مؤلف كل واحد منهما من ضابط أميركي ومشغلين يتواجدون في قاطرة مصفحة في أوروبا، وخلال ورديتين يوميا منظومة رصد صواريخ إيرانية وسورية في حال إطلاقها باتجاه إسرائيل. وأضافت "هآرتس" أن المنظومة الجديدة ستعزز حماية الأجواء الإسرائيلية من الصواريخ، لكن من الجهة الأخرى ستقيِد كثيرا حرية العمل الإسرائيلية ضد إيران وسوريا وسيتعين على (إسرائيل) طلب مصادقة أميركية قبل كل عملية تنفذها ضد إيران أو سوريا تحسباً من تشكيل خطر على حياة مشغلي الرادار الذي سيكون الهدف الأول لصواريخ أرض - أرض هجومية. ويرى مسؤولون كبار في جهاز الأمن الإسرائيلي بنصب هذه المنظومة جزءا من الإشارات الأميركية الواضحة والخفية لمعارضة الولاياتالمتحدة هجوما إسرائيلياً ضد المنشآت النووية الإيرانية. ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية وأمنية إسرائيلية قولها إن الرادار في النقب سيشغله مقاولون مدنيون تابعون لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وفي المستقبل سيشغله إسرائيليون. وبحسب مسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي فإن هذه المنظومة ستطيل كثيرا مدة الإنذار وستمكن من اعتراض الصواريخ المهاجمة على بعد أكبر ما هو عليه الآن وحتى أنه سيتيح لإسرائيل إطلاق صاروخين مضادين للصواريخ لاعتراض صاروخ إيراني أو سوري، بعد وقت قصير من إطلاقه. وأشارت الصحيفة إلى أن الرادار الأميركي أدق بكثير من رادار "أورِن ياروك" المستخدم ضمن منظومة حيتس الصاروخية المضادة للصواريخ والتي طورتها (إسرائيل) بمشاركة وتمويل أميركي. وكان البنتاغون قد عارض خلال السنوات العشر الماضية تزويد (إسرائيل) بمنظومة الإنذار الأميركية رغبة منه بالحفاظ على سرية التكنولوجيا الأميركية، لكن حتى الاتفاق الجديد فإنه لن يكون للجيش الإسرائيلي توجه مباشر إلى المعلومات الموجودة في منظومة الأقمار الاصطناعية الأميركية. وأشارت هآرتس إلى أن المبادرة لنصب الرادار في (إسرائيل) تم طرحها قبل سنتين خلال زيارة السيناتور الأميركي جون ماكين إلى (إسرائيل) وهو الآن المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية. وتعتبر (إسرائيل) أن نصب هذه المنظومة في (إسرائيل) ستردع إيران عن مهاجمتها لأن ذلك سيعتبر هجوما ضد الولاياتالمتحدة أيضا فيما رأى معارضو نصب المنظومة أنها ستقيد أيدي (إسرائيل) وستمنعها من مهاجمة إيران.