تحظى أم محمد البائعة في أحد الأسواق الشعبية في منطقة عسير بإقبال كبير من السياح القادمين من عدد من بلدان العالم على شراء البخور الفاخر الذي تقوم بصناعته بيدها في منزلها، والمخلوط بزيوت عطرية فاخرة قامت بتعبئته في علب بلاستيكية صغيرة وتبيعه بأسعار تتراوح ما بين (30) الى (50) ريالا، كما أنها تبيع العود والبناجر الملونة والكحل.. أم محمد نموذج لعدد من النساء الأميات اللاتي يعملن في تلك الأسواق ويمتهن البيع والشراء في عدد من المنتجات المحلية، لكن الشيء الوحيد الذي يميزهن عن غيرهن هو إجادتهن لعدد من مفردات اللغة الإنجليزية خاصة الأرقام. ومثل احتراف هؤلاء النسوة لتلك المفاهيم البسيطة في التخاطب في كسر الحاجز الكبير بينهن وبين السياح، حيث تقول البائعة أم محمد ل "الرياض" لقد علمتنا الحياة أن نتعلم من الحياة، كانت الخادمات الاندونيسيات أحد أسباب ذلك التعلم، وكيفية التعامل مع هؤلاء الأجانب.. وتقول انها تقوم بالبيع في سوق الثلاثاء الشعبي بأبها مشيرة الى أن بسطات النساء فيه تأخذ مساحات تلفت النظر حيث تصل إلى قرابة 70% من المشغولات الفضية والبخور والتراث العسيري.. مثل نجاح تلك التجربة للبعض من النسوة في إقحام أخريات لأنفسهن في ذلك المضمار والتسابق في خوض تجربة تعلم اللغة الإنجليزية. والبعض من البائعات هنا لا يتقن سوى الإعداد فقط، وتقول "أم علي" أنا أتقن لغة الأرقام فقط بالانجليزية، وإذا جاء أحد السياح وأخذ أي قطعة أذكر له سعرها بالإنجليزية فإذا أومأ رأسه فهمت انه موافق وسلمته السلعة وقبضت المبلغ.. قد يستغرب الزائر لتلك الأسواق ذلك التعامل غير المعهود من نساء أميات يحاولن أن يتقن ولو شيئاً بسيطاً من غير لغتهن، لكن السر في ذلك هو أن الحياة علمتهن أسرار البحث عن مصادر الرزق، حتى وإن قام بهذا الدور نساء أميات، لكنهن أجدن التعامل مع الحياة بكل احتراف.