في خطوة تستحق التقدير جاء قرار قناة ام تي في عربية للموسيقى بوقف الاغاني المصورة والموسيقى خلال شهر رمضان المبارك، وهذه الخطوة تعتبر مبادرة رائعة بكل ما تعنيه الكلمات احتراما للشهر الفضيل وللمشاهدين، وكم تمنيت ان تخطو القنوات الموسيقية العربية حذو هذه القناة العالمية، لانه للاسف في ظل الكم الكبير من القنوات العربية الراقصة نجد هذه القنوات لاتحترم الشهر الكريم وتستمر بعرض اغانيها المصورة دون رقيب او حسيب!! والمصيبة الاكبر ان قنواتنا العربية الغنائية لاتكتفي فقط بعرض الاغاني غير اللائقة، وانما تتيح ايضا الفرصة للمراهقين والمراهقات (فكريا) للعبث عبر الرسائل التي تعرض من خلال شاشات هذه القنوات، فتصبح هذه القنوات مرتعا خاصا لكل ما هو شاذ، ومن خلال متابعة لهذه القنوات نجد انها تزداد وبكل حزن في عرض الاغاني الفاضحة والرسائل الاباحية اثناء الشهر الفضيل ودون اي معايير اعلامية اخلاقية. وقد سبق لي ان تناولت ظاهرة مثل هذه القنوات وخصوصا في رمضان المبارك ولم اجد اي مبادرة او بالاصح احترام للمشاهدين كما فعلت ذلك قناة ام تي في عربية، والمصيبة الكبرى ان مسئولي هذه القنوات نجدهم دائما بعيدين عن الواقع والهم الذي يعيشه المشاهد العربي حولهم، فمع كل ظهور لكل قناة موسيقية عربية نجد ظهور اكثر فضائحية لمغنين ومغنيات يتغنون باثارتهم وليس بجمال اغانيهم او بحسن اصواتهم، فمن الطريف ان يدفع لممثل اكثر من نصف مليون ريال سعودي ليقوم بدور مثير في اغنية لاتتجاوز دقائق وهذا ما تم مع الممثل التركي الذي قام بدور مهند بالدبلجة العربية في مسلسل نور عندما استعانت به المغنية اللبنانية رولا سعد، فالفيديو كليب واثارته طغت على الاغنية واللحن والاداء وهذا للاسف الشديد هو الحال الذي وصلنا اليه غنائيا، بفضل طغيان الفضائيات الغنائية والتي تتسابق على المنافسة في جذب مطربات التعري وبكل الوسائل، من اجل كسب جمهور الرسائل المساكين!! فبخلاف التفكير في ايقاف الاغاني والموسيقى نجد حتى بعض القنوات غير المتخصصة بالموسيقى تتنافس لعرض ظاهرة الخيام الرمضانية، فنجد البث المباشر والرخيص للاغاني التافهة على نغمات دخان المعسل ورقصات الفتيات في مشهد غير لائق حتى قبل ساعات السحور، فاصبح بث مثل هذه الفعاليات برمضان المبارك من الوجبات الهامة التي تتنافس عليها الكثير من القنوات ودون مراعاة لرمضان والمشاهدين!! لو توفي زعيم سياسي نجد هذه القنوات تلتزم ولاتعرض الاغاني المباحة لعدة ايام، فلماذا لاتبادر قنواتنا الموسيقية العربية بايقاف اغانيها المصورة وموسيقاها خلال شهر رمضان المبارك وتكسب بذلك احترام الجميع، رغم علمي باستحالة مثل هذه الامنية، لان هذه القنوات تقتات وتعيش على (حفنة) من الرسائل اليومية التي تصطاد بها مشاهديها المراهقين فكريا، والخوف ان نسمع عن اطلاق قناة غنائية عربية خلال رمضان، لانه مع اشراقة كل صباح تظهر فضائية غنائية عربية ومن الممكن مستقبلا ان يكون لكل مواطن عربي قناة غنائية خاصة به، ربما يحدث ذلك!!