أعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان ان الرئيس نيكولا ساركوزي طلب السبت من نظيره الروسي ديمتري مدفيديف "الانسحاب السريع" للقوات الروسية من الطريق التي تربط بين مدينتي بوتي وسيناكي في جورجيا. كما "شكر" ساركوزي لنظيره الروسي في اتصال هاتفي معه "وفاءه بالتزاماته المتعلقة بانسحاب القوات الروسية". واضاف البيان "بشأن المنطقة المجاورة لابخازيا، شدد الرئيس ساركوزي على اهمية حصول انسحاب سريع للعسكريين الروس الموجودين على محور بوتي/سيناكي". وتابع البيان ان الرئيسين "تطرقا ايضا بالتفصيل الى النقطة الخامسة من الاتفاق المتعلقة بالاجراءات الامنية الاضافية (...) واتفقا ايضا على ضرورة وضع آلية دولية تحت اشراف منظمة الامن والتعاون في اوروبا تحل مكان الدوريات الروسية في المنطقة الامنية جنوب اوسيتيا". وقال البيان ان الرئيس ساركوزي "اعرب ايضا عن الامل ان يقدم الاتحاد الاوروبي مساهمته الكاملة في هذه الآلية الدولية". في هذه الأثناء دوت سلسلة انفجارات السبت في تسخينفالي عاصمة منطقة اوسيتيا الجنوبية الجورجية الانفصالية كما افادت وكالتا ايتار تاس وانترفاكس. ونقلت وكالة انترفاكس في نبأ بثته بعد الساعة 16.00ت غ عن المسؤولة الاعلامية في اوسيتيا الجنوبية ارينا غاغلوفا قولها انه "قبل نحو اربعين دقيقة بدأت قذائف مدفعية تنفجر في موقع شركة نقل شمال غرب تسخينفالي". واضافت "انها على الارجح غنائم حرب صادرها الجانب الجورجي" بعد الهجوم الذي شنته تبيليسي ليل السابع الثامن من الشهر الحالي وصده الجيش الروسي. وتابعت "نعلم في الوقت الحاضر ان انفجار قذائف الهاون الحق ضررا بمنازل لكن لا معلومات لدينا حاليا عن قتلى او جرحى". واوضحت غاغلوفا ان "الانفجارات متعاقبة (...) ولا يمكننا القول الان ما اذا تم تفجير (القذائف)". من جهتها أعلنت روسيا ان جورجيا خططت للعملية العسكرية ضد جمهورية أوسيتيا الجنوبية الانفصالية قبل عام. ونقلت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" عن مصدر أمني روسي قوله إن العملية تمت بالتنسيق مع خطط حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتعزيز وجود أسطوله في البحر الأسود. وقال المصدر "ان تصريحات بعض ممثلي الناتو بأن مناورات سفن التحالف في البحر الأسود تم التخطيط لها قبل عام يعتبر دليلاً على ان الهجمات على جنوب أوسيتيا وأبخازيا تم التخطيط لها مسبقاً ربما قبل عام". وبرأي المصدر، فإن تعزيز القوة العسكرية البحرية للناتو في البحر الأسود تحت غطاء تأمين المساعدة الإنسانية لجورجيا يشكل سابقة خطيرة وقد تزعزع الاستقرار في المنطقة. وفي إطار حملتها على روسيا، حذر البيت الابيض موسكو من وجود دائم في مرفأ بوتي على البحر الاسود مؤكدا ان ذلك سيكون خرقا لاتفاق وقف اطلاق النار. وقال المتحدث باسم البيت الابيض غوردن جوندرو "هناك مطالب محددة للانسحاب الروسي. ان اقامة بنى تحتية ونقاط تفتيش دائمة امر لا يتماشى مع الاتفاق". وقال للصحافيين في كروفورد (تكساس جنوب) حيث يمضي الرئيس جورج بوش عطلته "اننا على اتصال مع اطراف عدة معنيين لتوضيح (الوضع)". وكانت روسيا سحبت الجمعة مئات الدبابات وقطع المدفعية والجنود من الاراضي الجورجية واعتبرت انها احترمت التزاماتها وفقا لاتفاق وقف اطلاق النار الذي وضع حدا للازمة. والسبت ابقت القوات الجورجية السيطرة على مرفأ بوتي غرب جورجيا على سواحل البحر الاسود واقامت نقاط تفتيش على بعد حوالى 10كيلومترات شمال مدينة غوري الجورجية. واعلنت موسكو ان قواتها ستبقي سيطرتها على مدينة بوتي التي لا تدخل ضمن المنطقة العازلة التي يمكن لجنود السلام التجول فيها بحسب رئاسة الاركان الروسية لحماية جمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية. من جانبه، وقال دبلوماسي أمريكي كبير السبت ان روسيا سرعت من مسيرة جورجيا للانضمام لعضوية حلف شمال الأطلسي من خلال شن حرب بشأن اقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي. وقال ماثيو بريزا نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية والمبعوث الأمريكي للقوقاز لراديو ايكو موسكفي "أعتقد ان ما فعلته روسيا الآن هو أقوى عامل مساعد بإمكانها عمله لانضمام جورجيا لعضوية حلف شمال الأطلسي". وقال "وهذا هو ما سيحدث الآن. جورجيا ستسارع من مسيرتها نحو الانضمام لحلف شمال الأطلسي وآمل في ان تكون هناك خطة عمل في ديسمبر". وستعقد الدول الأعضاء في الحلف المكون من 26دولة والذي يضم بالفعل ثلاث دول تطل على بحر البلطيق سوفيتية سابقاً اجتماعاً في ديسمبر/كانون الأول لاتخاذ قرار بشأن ان كان سيمنح جورجيا خارطة طريق للانضمام إلى عضويته تعرف باسم "خطة عمل العضوية". ووعد حلف شمال الأطلسي جورجيا التي تعتبرها روسيا جزءاً من دائرة نفوذها التقليدي بالسماح لها في يوم من الأيام بالانضمام لعضويته. لكن المعارضة من جانب بعض الدول الأوروبية الأعضاء حالت دون تحديد أي إطار زمني. وجه وزير التجارة الاميركي كارلوس غوتييريز تحذيرات الى روسيا حول مشاركتها في مجموعة الثماني وانضمامها الى منظمة التجارة العالمية معتبرا ان الازمة مع جورجيا تطرح تساؤلات حول هذا الموضوع.وقال غوتييريز في حديث لمجلة "دير شبيغل"، "حتى الان كانت اميركا محامي روسيا عندما كان الامر يتعلق بضمها الى الهيئات الدولية. لقد قبلنا بروسيا في مجموعة الثماني ورحبنا وشجعنا موسكو على الانضمام الى منظمة التجارة العالمية. كل ذلك الان على المحك". وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كانت الولاياتالمتحدة تعتزم استبعاد روسيا من مجموعة الثماني وعرقلة انضمامها الى منظمة التجارة، قال غوتييريز "على خلفية هذه الازمة علينا الا نستبعد بعض الخيارات (...) على الحكومة الروسية ان تفكر الان في مصالحها". وكان مسؤولان في الادارة الاميركية طرحا في 13من الجاري فكرة الرد على موسكو في نزاعها مع جورجيا باعادة النظر في مشاركتها في هيئات دولية. وتطالب روسيا منذ سنوات بالانضمام الى منظمة التجارة العالمية. واصبحت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (الولاياتالمتحدة وبريطانيا وكندا وفرنسا والمانيا وايطاليا واليابان) مجموعة الثماني في 1997لدى انضمام روسيا رسميا الى صفوفها. وأكدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل عدم إمكانية التوصل إلى حل سياسي في صراع القوقاز بدون روسيا ونفت بذلك التقارير الصحفية حول اقتراحها عقد مؤتمر لدول الجوار حول جورجيا بدون مشاركة روسيا.