شهد اليوم الأول لفعاليات سوق عكاظ إقبالاً كبيراً فاق توقعات المنظمين وسط الكثير من مظاهر الفرح والحبور من الخليج والمغرب العربي ومن شتى أنحاء المملكة وكلهم شوق لمعرفة المزيد عن هذا الكرنفال الثقافي الكبير. "الرياض" زارت معرض الحرف اليدوية الذي شهد إقبالاً من الزوار لما يحويه من ضجة كثيرة ومتنوعة تمثل عبق التاريخ وأصالة الماضي العريق، وكانت بداية لقاءاتنا مع بائع السواك العم سعيد الهذلي الذي اجتمع حوله الصغار والكبار وهو ينشد هذا البيت (أغار عليها من أبيها وأمها.. ومن لجة المسواك إذا لج في الفم) ويشرح كيفية استخراج السواك وأنواعه وفوائده الصحية الكبيرة وكأنه يحكي حكاية الماضي بملابسه القديمة وأسلوبه العفوي في طرح ما لديه.. ابراهيم محمد فهمي احترف صناعة الأواني القديمة وتطويع النحاس كحرفة قديمة لصناعة القدور والأواني النحاسية بأحجام ومقاسات مختلفة في نهضة توارثها أباً عن جد منذ أكثر من 200عام، ويقول نحن سعداء بما لدينا وبما نقدمه للزوار وكلنا أمل من شباب اليوم بأن يكونوا أكثر علم ودراية عن تراث آبائهم وأجدادهم فهذه الأعمال الحرفية إرث يجب المحافظة عليه وإيصاله إلى الأجيال القادمة والمحافظة عليه من الاندثار كمهن قديمة سادت ثم بادت.. أما عبدالله القرشي المشارك في الجناح الحرفي لاستخراج دهن العود وماء الورد الطائفي، فهو يروي كفية تقطير الورد لأبناء اليوم بالطريقة التقليدية القديمة بواسطة جهاز تقطير الورد الطائفي القديم، ويقول لي في هذه الصناعة أكثر من 45عاماً وعتبي الكبير على من أساء الى سمعة الورد الطائفي وسموه بمسميات الدرجة الأولى والثانية وهذا كلام غير صحيح على الإطلاق حتى إن المصانع الحديثة عادت إلى هذه الطريقة التقليدية لإنتاج ورد طائفي أكثر جودة، وأنصح كل الشباب بمسايرة خطى آبائهم وصنعة في اليد أمان من الفقر كما يقول.. وفي خيمة الأكلات الشعبية شهد هذا الجناح إقبالاً كبيراً من الرجال والنساء على حد سواء وبإدارة واشراف نسائي كامل ضم في اورقته جميع ما لذ وطاب من صنوف الأكلات الشعبية السعودية التي تشتهر بها مناطق المملكة ومن أبرزها خبز الصاج والتنور وقرصان نجد والكليجة والإقط.. والطفلة البائعة "رغد" التي تبيع في ركن البقالة القديمة، كل ذلك أوحى بالحنين الى الماضي الذي عكرته مظاهر التحضر والفضاء المفتوح. تقول أم مشاري نحن هنا للتعريف بأكلاتنا الشعبية فسوق عكاظ يشهد إقبالاً كبيراً من كافة أقطار الوطن العربي وكلنا أمل في إيصال ولو جزء يسير من عاداتنا وتقاليدنا لأكبر شريحة ممكنة أنا سعيدة وفخورة بذلك وآمل أن تكون لنا بصمتنا المميزة ونيل رضا الجميع فلدينا أكلات من جنوب المملكة ونجد والحجاز وحائل. وعلى هامش الفعاليات عدة عروض للألعاب الشعبية التي اشرفت عليها جمعية الثقافة والفنون ووزارة الثقافة والإعلام ضمت ثلاث فرق شعبية من جازان وعنيزة والشرقية قدمت اكثر من 6لوحات فنية وحظيت بإقبال ومتابعة كبيرة من الجمهور.