فيما يبدو وكأن العالم يمضي حثيثاً نحو استعادة مشاهد الحرب الباردة وسياسة الاستقطاب وقعت الولاياتالمتحدة وبولندا اتفاقية إقامة "الدرع الصاروخي" في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس السوري بشار الأسد استعداد بلاده لدراسة نشر شبكة صواريخ روسية في سورية. ووقعت واشنطن ووارسو أمس اتفاقية لإقامة قاعدة للصواريخ الدفاعية على الأراضي البولندية، وذلك كجزء من نظام أمريكي مزمع نشره في شرق أوروبا مما يثير التوترات مع روسيا. وتقضي الاتفاقية التي وقعها في وارسو وزير الخارجية البولندي رادوسلاف كيكورسكي ونظيرته الأمريكية كوندوليزا رايس، بنشر 10صواريخ اعتراضية أمريكية جنباً إلى جنب مع نظام باتريوت للدفاع الصاروخي في بولندا. وعلى هامش توقيع الاتفاق أمس في وارسو أكدت رايس مجدداً أن الدرع الصاروخية ستكون ذات أهداف "محض دفاعية" وذلك في محاولة جديدة لإقناع روسيا بأن الدرع لا تستهدفها. وقالت رايس إنه لن تكون هناك حرب باردة ثانية بين روسيا والغرب على رغم الأزمة في جورجيا، مؤكدة أن "الحرب الباردة انتهت". من جهة أخرى، قال الرئيس السوري بشار الأسد أمس الأربعاء ان سوريا على استعداد لمناقشة مسألة نشر شبكة صواريخ "اسكندر" الدفاعية على أراضيها غير أنها لم تتلق لغاية اليوم عرضاً روسياً رسمياً بذلك. وذكرت وكالة الأنباء الروسية نوفوستي ان الأسد وصل أمس إلى روسيا في زيارة رسمية تستغرق يومين قال في مقابلة مع صحيفة "كومرسانت" عشية سفره إلى موسكو "موقفنا هو أننا على استعداد للتعاون مع روسيا في أي مشروع قد يعزز أمنها.. أعتقد أن على روسيا حقاً أن تفكر في الرد المناسب عندما تجد نفسها في دائرة مغلقة".