إذا كنت من محبي أفلام الإثارة، وأعني أفلام الإثارة الحقيقية، دع عنك ترهات هوليود المعتادة، فأنت بلا شك مدعو للاهتمام بالعمل القادم للمخرج البريطاني "غاي ريتشي". قد لا تسعفك الذاكرة في استحضار اسم المخرج ولكن دعني أقدمه لك بعملين من أشهر أعماله السينمائية التي لا تتجاوز الستة أعمال، وهما "لوك، ستوك، آند تو سموكنغ باريلزLock. Stock and two smocking barrelsس 1998وفيلم "سناتش Snatch" 2000.في فيلمه الأول "لوك، ستوك" أبهر "غاي ريتشي" الجمهور والنقاد بفيلم إثارة وعصابات رفيع المستوى انجليزي المزاج حابس للأنفاس، لمجموعة شباب يراهنون بجميع ما استطاعوا جمعه من أموال في لعبة قمار يجيدها أحدهم ببراعة شديدة، وتمضي ليلتهم بشكل ممتاز إلى أن تسير الرياح على عكس ما يشتهون وتنقلب الأمور في نهاية الليلة إلى ديون تلاحقهم لعصابات إجرامية لا ترحم. أما الفيلم الثاني "سناتش" فهو عن ماسة مفقودة يتصارع للظفر بها خليط إجرامي غريب وعنيف وحاد المزاج. كلا الفيلمين إن لم يحظيا بمشاهدتك فسيبقيان مجرد تكرار رتيب لحواديت هوليودية ذات قوالب وأنماط مسبقة التجهيز. ولكن الفارق الذي يميز صناعة "غاي ريتشي" لهذه الأفلام هو الروح الغرائبية واللذيذة التي تصحب طريقته في كتابة السيناريو وإخراج الفيلم. لذا لم يكن من المستغرب على الإطلاق أن تحظى أفلام "ريتشي" بالقبول على المستويين النقدي والجماهيري. الفيلم القادم لريتشي (روكنرولا-RocknRolla) لا يبدو أقل غرابة من سابقيه من حيث الانطباع الأولي عن العرض الدعائي للفيلم أو قصته وأجوائه. فقصة الفيلم تدور كما اعتاد "ريتشي" في لندن، حول عملية نصب في عقارات عامة تجعل من ملايين الدولارات فرصة شهية وطريقاً ممهداً للغنى السريع، ولكن يبدو أن الطريق لن يكون ممهداً تماماً بوجود عصابات متنوعة تتنافس على الحصول على المبلغ بأي طريقة كانت ما يجعل الفيلم أكثر عدوانية ويمنح "ريتشي" فرصة الإبحار في غرائبية الإجرام والعنف ولا واقعيتهما. أبطال الفيلم هم خليط بين أسماء من العيار الثقيل والجماهيري مثل الانجليزي المخضرم "توم ويلكنسون" ومواطنه الاسكتلندي "جيرارد بتلر" بطل فيلم "300" الحربي والبريطانية "ثاندي نيوتن" ومجموعة أخرى من الممثلين البريطانيين. من المتوقع أن يحصد الفيلم نجاحاً جماهيرياً ونقدياً جيداً خصوصاً وأن آخر نجاحات "ريتشي" المدوية كانت منذ ثمانية أعوام. حيث قوبل عمله السينمائي الأخير "ريفولفر Revolver" بنجاح لا بأس به لم يرق إلى مستوى نجاحاته السابقة. تجدر الإشارة إلى أن ظروف تعارض في أوقات التصوير حالت دون مشاركة الممثل "جيسون ستاثوم" الذي سبق له مشاركة "ريتشي" في ثلاثة أفلام سابقة. هذا وقد تم تصوير الفيلم في صيف العام الماضي 2007ومن المتوقع إطلاقه داخل بريطانيا بعد قرابة أسبوعين من الآن على أن يتم إطلاقه في صالات العرض العالمية بداية أكتوبر القادم. وقد أعلن المخرج والكاتب "غاي ريتشي" عن نيته أن يكون العمل عبارة عن ثلاثية عصابات يستكملها في جزأين لاحقين في السنوات القادمة.