ذكر أحد المقربين من الرئيس الباكستاني برفيز مشرف امس أن الرئيس يتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق سري مع الائتلاف الحاكم يمكن أن يستقيل بموجبه مقابل الحصول على حصانة قانونية. وقال طارق عظيم أحد كبار الزعماء في الحلف السياسي لمشرف - حزب الرابطة الاسلامية الباكستانية/جناح قائد أعظم ونائب وزير الاعلام السابق "يتحدث بعض أصدقاء الرئيس إلى حزب الشعب الباكستاني للحصول على ضمانات معينة يمكن أن تقنعه بالاستقالة وتنهي بشكل ودي المواجهة". وأضاف "أثارت عملية توجيه اتهامات بالتقصير ضد مشرف لعزله حالة من عدم الاستقرار السياسي التي تضر البلاد فالمستثمرون الاجانب يخرجون من البلاد ويتباطأ نشاط رجال الاعمال" وتابع "يجب أن ينتهي الوضع". وكان الائتلاف الحاكم الذي ينتمي إليه مشرف والذي يقوده حزب الشعب الباكستاني قد أعلن الاسبوع الماضي عن محاكمة برلمانية لمشرف بسبب "سوء السلوك وانتهاك الدستور" وحصلت العملية على قوة دفع هذا الاسبوع عندما صوتت المجالس المحلية في ثلاثة من الاقاليم الاربعة ضده. غير أن إجراءات توجيه اتهامات بالتقصير ضده بشكل رسمي يتوقع أن تبدأ الاسبوع المقبل عندما يطرح الائتلاف لائحة الاتهام ضد مشرف أمام البرلمان حيث يتطلب أن يصوت أغلبية الثلثين في مجلسي الشيوخ والنواب لصالح الاطاحة بمشرف. وأكد مسئول بحزب الشعب الباكستاني أيضا أن المفاوضات تجرى مع الرئيس من خلال مساعديه على أمل انتهاء ذلك "خلال الايام القليلة المقبلة". وأضاف المسئول الذي طلب عدم الكشف عن هويته "أعتقد أنه سيستقيل قبل أن نقدم اقتراحا بتوجيه اتهامات بالتقصير ضده أمام الجمعية الوطنية الاسبوع المقبل". وقال المسئول أن مشرف بالاضافة إلى الحصانة من المسئولية عن أعماله منذ عام 1999عندما تولى في انقلاب غير دموي يسعى للحصول على تأمين نفسه في حالة خروجه. يذكر أن مشرف نجا من ثلاث محاولات اغتيال من قبل عناصر القاعدة بسبب دعمه للحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة ضد الارهاب. وقال أحد أصدقاء مشرف المقربين ورجل أعمال على اتصال مستمر معه منذ الاسبوع الماضي إن "المحادثات تجرى في الاتجاه الصحيح" وأن الرئيس ربما يستقيل في مطلع الاسبوع. وأضاف أن "الساعات الاثنتين والسبعين المقبلة حاسمة للغاية وسيستقيل مشرف خلال تلك الفترة وأعتقد أنه يوم الاحد أو الاثنين ومن المرجح أكثر الاثنين سيستقيل من منصبه". غير أن حزب الرابطة الاسلامية الباكستانية - جناح نواز الشريك الاكبر في الائتلاف الحاكم مازال حجر العثرة أمام التوصل لاتفاق نهائي بين حزب الشعب الباكستاني والرئيس. هذا وقد أقر برلمان إقليم بلوشستان الباكستاني بالإجماع الجمعة قراراً بحجب الثقة عن الرئيس برويز مشرف، وطالبه بقبول تصويت على الثقة به داخل الجمعية الوطنية أو التنحي فوراً. ميدانياً قال مسؤولون باكستانيون إن 36شخصاً على الأقل قتلوا أمس الجمعة في أعمال عنف واشتباكات طائفية بين قوات الأمن ومسلحين موالين لطالبان في منطقة القبائل المضطربة المحاذية لأفغانستان.