دخلت دلة القهوة في العرف الإداري لتصبح أحدث أدوات الثواب والعقاب وأصبح مديرو مكاتب كبار الموظفين يلجأون للدلة لنقل رضا الرؤساء الكبار عن موظفيهم او غضبهم احياناً. فما أن يُظهر القهوجي الدلة فهي إشارة لأن مطالب الشخص ستتحقق والأمور تسير وفق ما يريد من لديه معروض او طلب ليقدمه واذا غابت فالافضل التأجيل لحين تظهر واصبحت تغني عن حديث الرفض والجمل الدبلوماسية. وعندما يعرض مدير مكتب المدير العام على أحد الموظفين تناول فنجان قهوة من (دلة المدير) فإن خبراً سعيداً بانتظار الموظف، وعلى العكس عندما لا ينال هذا الفنجان. يقول ابو محمد وهو قهوجي في مكتب أحد المديرين العامين "لم تعد القهوة خالصة لوجه الضيافة (..) أصبحت هناك دلة نطلق عليها اسم (دلة الوزير) وهي خاصة بالمدير العام والمرضي عنهم من ضيوفه او موظفيه". ويضيف ابو محمد "عندما يطلبون مني إحضار دلة الوزير فإني أعرف ان أحداً ما مرحب به جداً يجلس في مكتب المدير العام (..) على العكس تماماً عندما يكتفون بطلب الشاي او القهوة التركية". ولعل الحال لم تقف عند الموظفين فقط بل أكثر من يعايش هذا العرف الجديد هم الباحثون عن "واسطة" للالتحاق بإحدى الجامعات فبمجرد تناولك فنجاناً فإن الامور حسمت أما جملة "ضع الأوراق عند مدير المكتب وسوف نتصل بك" فهي علامة رفض بطريقة أخرى.