أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أنه تسلم تقريرا مفصلا من مساعده للشؤون السياسية السفير أحمد بن حلى حول الموقف في موريتانيا، والذي ذهب موفدا على رأس وفد من الجامعة إلى هناك للوقوف على طبيعة الموقف هناك عقب الانقلاب الذي شهدته البلاد مؤخرا. وقال موسى في مؤتمر صحافي عقده أمس "الثلاثاء" : إن السفير أحمد بن حلى على رأس وفد من الجامعة العربية كان أول الوفود التي ذهبت إلى موريتانيا لتلتقي برئيس مجلس الدولة وقيادات الجيش والأحزاب ومنظمات المجمتع المدني وأعضاء البرلمان ومختلف الزعامات السياسية. وأضاف موسى : إن بن حلى عاد بانطباع ورؤى وتقرير واضعا فيه نقاطه الأساسية وهي أن المؤسسات الديمقراطية فيما عدا مؤسسة الرئاسة لا تزال تعمل وبنشاط، مشيرا إلى أن مؤسسات الاحزاب والمجتمع المدني والنقابات والبرلمان كلها لاتزال فاعلة في الحياة السياسية الموريتانية وأن النقاش نشط جدا وثري بين مختلف الفعاليات السياسية الذي بعضها يؤيد الأحداث الأخيرة وبعضها يعارضه، ولكن في إطار من حرص الجميع على صيانة المسار الديمقراطي. وأشار موسى إلى أن ابن حلى أبلغه بأن هذا كان التزاما تحدث به رئيس مجلس الدولة والقادة السياسيون من حيث التأكيد على عدم حدوث تراجع في هذه المسيرة الديمقراطية. وفيما يتعلق بالرئيس المخلوع، قال موسى :إن السفير ابن حلى اطمأن على أمنه وصحته وحسن معاملته وأنه في النهاية مواطن موريتاني له حقوقه الأساسية التي يجب أن تحترم. وأضاف أن رئيس مجلس الدولة الموريتاني أكد للسفير بن حلى أن الوضع الحالي وضع انتقالي وسوف يستمر لفترة انتقالية مؤقتة قد تكون شهرا أو شهورا، ولكن ستظل في إطار الفترة الزمنية القصيرة حتى يتمكنوا خلالها من خلق جو وطني توافقي على إجراء الإنتخابات وفتحها لمرشحين من مختلف الجهات لتولي منصب الرئاسة. وأكد موسى على أن موريتانيا تحتاج لمعونة إنسانية عاجلة نظرا للأزمة هناك ولأن الأوضاع تحتاج لمعونة إنسانية عاجلة وقد لاحظنا أن الدول الأوروبية التي أوقفت معوناتها أبقت على المعونات الإنسانية نظرا للوضع هناك والذي يتطلب ذلك. وقال موسى : إن الموقف في موريتانيا يشغل بالنا في الجامعة العربية ومختلف التجمعات العربية وأعتقد أنها ستكون موضع نقاش في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب القادم في أوائل سبتمبر ونأمل أن يكون حضور موريتانيا في هذا الاجتماع حضورا نافذا على مستوى عال للمناقشة والتشاور والتوافق والطمأنة. وحول ما قام به الاتحاد الافريقي من تعلق لعضوية موريتانيا وأن الجامعة العربية لم تفعل الأمر ذاته، قال موسى :إنه ليس لدينا نصوص في هذا الشأن، ومع ذلك الإتحاد الافريقي بعد أن أعلن هذا التعليق الذي اعتبره أمرا طبيعيا وروتينيا طبقا لوجود قرار بهذا الشكل، إلا أنه توافق مع الجامعة العربية والأمم المتحدة على أن يكون جزءا من الحل وأن يسهل الوصول إلى هذا الحل وإعادة الامور إلى طبيعتها مع موريتانيا. وردا على سؤال حول سبل استقرار الاوضاع في موريتانيا، قال موسى :إن المسؤول الأول عن استقرار الأوضاع في موريتانيا هم الموريتانيون وكل الأدوار الأخرى المساعدة المعاونة تستطيع أن تضع إمكانياتها تحت تصرف الموريتانيين للحفاظ على استقرار البلاد ودعم المسيرة الديمقراطية. وحول موقف الجامعة العربية وهل وافقت على ما حدث في موريتانيا، قال موسى :إن السفير ابن حلى لم يذهب إلى موريتانيا ليعطي موافقة ولا ضوءاً أخضر لذلك، مضيفا: أن الجامعة العربية لم تجتمع لتنظر في هذا الأمر والتقرير سوف يكون أمام وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم القادم وهو أرسل التقرير أمس إلى كافة وزراء الخارجية، وسوف نبحث الأمر في وجود موريتانيا في الاجتماع الوزاري المقبل. وأضاف موسى: إننا نتعامل مع أمر محدد موجود وواقع في موريتانيا ونحاول المساعدة في هذا الاطار ،وقال : نحن لا نتكلم عن أمر واقع أو أمر شرعي أو غير شرعي .. نحن نتكلم عن وضع مقلق في موريتانيا ونحاول أن نساعد على التوصل إلى حل".