عندما ذهب رئيس الوزراء البريطاني السيد قولدن براون للضفة الغربية والتقى الرئيس الفلسطيني وتبرع بستين مليون دولار ودعا إسرائيل لوقف الاستيطان، فإنه بذلك كان يهدف إلى عاملين رئيسيين هما: الأول: إعطاء بريطانيا دوراً مؤقتاً حتى نهاية الانتخابات الأمريكية التي دخلت في البيات الانتخابي وتركت العالم وشأنه، فرئيس وزراء بريطانيا السيد براون يعمل حالياً كوزير خارجية أمريكي بشكل مؤقت حتى نهاية الانتخابات الأمريكية، ولذلك سوف نرى المزيد من هذه التحركات التي تقوم بها بريطانيا نائبة عن الدبلوماسية الأمريكية في هذه المرحلة مثلما فعل سلفه السيد توني بلير عندما كان عبارة عن وزير خارجية لأمريكا في مرحلة الانتخابات الأمريكية السابقة. الثاني: أن بريطانيا تمارس عدم المصداقية السياسية؛ حيث تذهب إلى إعطاء الوعود التي من غير المتوقع الوفاء بها سواء بدعوتها لوقف الاستيطان والذي تقوم على إنشائه شركات أوروبية وكندية، أو على مستوى الدعم المالي؛ مثل زيارته تلك للضفة الغربية ودعمه المالي لها وتجاهل قطاع غزة الذي يعاني بحق من نتائج الحصار الإسرائيلي المدعوم من الغرب وبريطانيا على وجه الخصوص. على الجميع أن لا يندفع خلف هذه التوجهات البريطانية لأنها مؤقتة وغير صادقة وإنما هدفها شراء الوقت حتى نهاية الانتخابات الأمريكية.