نعم وجدت الجريمة مع وجود الإنسان، ولا نستغرب حدوثها في أي زمان وأي مكان. ولكن من حقنا أن نستغرب عندما نجد أسرة كاملة ضالعة في الجريمة، فنحن الآن بصدد أسرة شارك كل أفرادها في جريمة قتل بشعة، فالأختان تشارلوت، 25عاما، وليندا، 33عاما، اشتركتا في قتل صديق والدتهما بعد سهرة عاصفة، أمضاها الجميع في تناول الخمر والمخدرات. ذبحت تشارلوت، التي تمتهن الدعارة صديق والدتها، أما شقيقتها ليندا، المدمنة على تعاطي الهيروين، فهشمت رأس الضحية بمطرقة، ويعتقد أن كاثلين، والدة القاتلتين، هي التي زودت بنتيها بالسكين والمطرقة وحرضتهما على قتل صديقها ولكن قد تقل دهشتنا عندما ندرك أن كلا من القاتلتين ووالدتهما بائعات هوى. وتقول الشرطة إن الجريمة حدثت في 20مارس 2005، عندما كانت الشقيقتان ووالدتهما و صديقها فرح نور، 38عاماً، في سهرة حفلت بشرب الخمر والعربدة بشقة الأم في إيرلندا، وبدأت الجريمة عندما أمسك فرح بلندا ورفض تخليصها من قبضته، وتقول تشارلوت "كانت أمي تردد أرجو أن تقتلاه من أجلي!، ثم أحضرت المطرقة والسكين وسلمتهما لنا.. فقمت بقطع رقبته"، وتقول الشرطة إنها وجدت عشرين طعنة في جسد نور، وبعد موته أمضت الأختان ساعات طويلة في تقطيع الجثة، حيث جلست تشارلوت في الحمام وأعملت السكين في رجلي الضحية لتحولهما إلى قطع صغيرة، بينما كانت ليندا تقطع الأطراف العليا، وبعد ذلك قامتا بإغراق الجذع والأطراف في النهر، أما الرأس فقد تخلصتا منه بصورة مختلفة، ولم تتمكن السلطات من العثور عليه بعد مرور ثلاث سنوات من وقوع الجريمة. وصدر حكم بالسجن 15عاماً على ليندا بعد إدانتها بجريمة القتل، أما تشارلوت فحكم عليها بالسجن مدى الحياة، ورفضت المحكمة النظر في طلب الاستئناف الذي تقدمت به في بداية العام الحالي، ووصف القاضي بول كارني هذه الجريمة بأنها الجريمة "الأكثر وحشية" التي نظر فيها خلال عمله بالقضاء، أما الأم كاثلين، 52عاماً، والتي هربت إلى إنجلترا، فقد أعيدت إلى إيرلندا، حيث تم احتجازها، في انتظار تقديمها للمحاكمة، ونجا كل من جيمس وجون، شقيقي القاتلتين، من الاشتراك في الجريمة، ولم يكن السبب في ذلك استقامتهما، إنما لأنهما كانا في السجن عند وقوع الجريمة، حيث كان جيمس يقضي حكما بالسجن ثلاث سنوات، بعد إدانته في جريمة قتل باستخدام سيارة، أما جون فقد صدر عليه حكم بالسجن ثمانية أشهر لإدانته بركوب سيارة مسروقة. من ناحية أخرى أصيب رب الأسرة، جون سينير، بحالة غضب عارمة بعد وقوع الجريمة، جعلته يقدم على الانتحار بشنق نفسه على شجرة في حديقة عامة. ووصف أحد المحامين الذين تابعوا هذه القضية هذه الأسرة، قائلا "إنها أسرة مسكونة بتعاطي المخدرات والمسكرات والعنف".