سبق وان تعددت الكثير من المطالبات لهيئة سوق المال بإنشاء سوق ثانوية يتم فيها تداول اسهم الشركات المتعثرة والتي تعاني من خسائر او تسجل بحقها ملاحظات قانونية وظلت الهيئة تبتعد عن الاشارة الى ذلك خشية ان ينعكس ذلك سلبيا على اداء السوق وآليات عمل (الهوامير) الجاهزين لتفسير أي قرار من الهيئة بأنه ضد مصلحتهم في استغلال واضح للقطاع العريض من صغار المتداولين الذين اصبحت اسهمهم القليلة كعكة الثراء التي تتبادلها محافظ الكبار .. ومع هذه المطالبات وصمت الهيئة عن سوق ثانوية يمكن لنا ان نفهم بشكل واضح ان اعادة السماح بتداول اسهم شركة انعام بعد تعليقها لمدة عام كامل تؤسس لهذا السوق بشكل هادئ وسلس خاصة انه تم وضعها خارج آلية التداول الآلي وتتداول اسهمها عبر طريقة off the counter المتبعة في العديد من الاسواق العالمية للشركات المتعثرة الى حين تجاوزها الاسباب التي ادت بها الى الإيقاف سواء من ناحية تحقيق الارباح لعدد محدد من السنوات او استكمال بعض الضوابط . ماحدث مع أنعام هو في نظري اللبنة الاولى التي اسست عمليا للسوق الثانوية وبدون ان تستفز الهيئة كبار المضاربين بقرار او نحوه ، فهي استطاعت تحقيق الهدف المطلوب . وحاليا ومع وجود عدد من الشركات اقتربت او تقترب من تحقيق نسبة تآكل من رأس المال تصل الى النقاط الحمراء، نظاميا اعتقد ان الامر واضح كل الوضوح بأنه سيتم التعامل معها بنفس الآلية التي حدثت مع أنعام وبالطبع لستم في حاجة الى من يقول لكم ماهي تلك الشركات وكم النسب التي وصلت اليها . لذلك يمكن فهم الطريقة التي تعمل بها هيئة السوق من خلال تكثيف الاكتتابات وزيادة عدد الشركات وفي نفس الوقت التعامل مع الشركات الخاسرة بما تحدثنا عنه . اذا تمت اضافة شركة او اثنتين الى انعام .. تبدأ ملامح السوق الجديدة في التشكل .. وفي اعتقادي لن يمضي عام او عامان الا ولدينا سوق آخر يعطي فرصة لمثل هذه الشركات بتصحيح اوضاعها وقد تضاف اليها الشركات الجديدة أي التي تدرج لأول مرة ضمن ضوابط معينة تنقلها منه بسرعة أكبر الى السوق الرئيسية . اذن اصبحت انعام قائدة للسوق المنتظر .