في نهاية العشرينيات توقع العالم أن تتوقف الثورة التقنية الهائلة للحاسب الآلي، ولكن اكتشاف تقنيات النانو نقلت التطور الكبير في عالم الحاسب إلى أبعاد لم تكن في الحسبان، واليوم ونحن نواجه هذه الأزمة الاقتصادية الخانقة والارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية والمواد الخام يسود العالم بأسره موجه من التشائم يواجهها علماء التقنية بموجة أخرى متفائلة بظهور تقنيات جديدة لن تنقذ العالم من هذه الأزمة فقط بل ستنقله إلى أبعاد أخرى جديدة، فهل حقاً ستتحق أمنياتهم. أفكار اقتصادية وأخرى تقنية تكثر الأفكار الاقتصادية والمعادلات والمتغيرات والدراسات بحثاً عن حلول للمشكلات الاقتصادية ولكن في النهاية يدرك الجميع أن التقنية هي الحل، فهي تساعد على الإبداع وخلق فرص تسويق وإنتاج مواد وتقنيات جديدة كما يزيد من جودة المنتجات الحالية، وفي تقارير صحفية مختلفة إنتشر مؤخراً بدا وضحاً حدة المنافسة في هذا المجال، ويقول تقرير لسينت للأخبار أنه بالرغم من الحكومة الإمريكية لا تشير بوضوح إلى المأزق الاقتصادي العالمي إلا أنه من الواضح توجه الإقتصاد العالمي نحو أوقات عصيبة وبالنظر إلى الماضي فإن الاوقات الجيدة دائما ما تعود مع التطور التقني مثلاً ظهور الإنترنت وإزدهارها جاءت بعد الأزمة الاقتصادية عام 1990م ، ولهذا فإن العلماء يتوقعون ظهور تقنيات جديدة على السطح مع بداية انفراج هذه الأزمة الخانقة للاقتصاد العالمي، وعرض التقرير مجموعة من الاختراعات التي يتوقع لها أن تزدهر في السنوات القادمة. الروبوت المنزلي ظهرت منذ سنوات فكرة وجود أجهزة منزلية مساعده في عمليات المنزل من رقابة ونظافة وغيرها ولكن التطور القادم سيكون مرتبطاً بربط هذه الروبوت بالانترنت والقدرة على التواصل الدائم معها عبر أنظمة الاتصالات المختلفة، ويعرض أحد العلماء جهاز الرومبا Roomba وهي أبسط انواع الروبوت ولكنها أكثرها توقعا للانتشار في المستقبل القريب حيث يقوم هذا الروبوت بالسير في المنزل وتنظيفة بشكل يومي كما يمكن تكليفه بمتابعة الأطفال والانتباه لهم وتصويرهم ونقل أصواتهم كما تقوم مثل هذه الروبوتات بأعمال أخرى كثيرة في المستشفيات والقطاعات العسكرية وبعض محلات الألعاب والرياضة وغيرها في نقله نوعية جديدة لم تكن موجودة مطلقاً قبل سبعة اعوام، وفي أحدث هذه الانواع فقد تم ربط الروبوت الرومبا بهاتف من نوع VOIP الذي يمكنه العمل مع شبكات DSL اللاسلكية والدخول إلى الانترنت ونقل المعلومات. مدن أكثر تطوراً وذكاءً ومن التقنيات التي يتوقع لها أن تغير مسار الحياة البشرية فكرة المدينة الذكية التي تعتمد على تخيل واسع لوجود مدينة نقية تعتمد على سيارات متطورة تعمل على الكهرباء ذات قدرات على الاتصال اللاسلكي مع بعضها البعض لتفادي الحوادث أو الاختناقات المرورية بواسطة نظام تقني متقدم مع تفادي ملوثات الهواء، كما سيكون لدي هذه السيارات القدرة على توقع التغيرات في الطقس مثل الامطار والثلوج والتعامل مع هذه المتغيرات من حيث السرعة والأمان، ولهذا تتوقع عدة مصادر ان تكون النقلة الكبرى في حياة الناس في المستقبل القريب هي في وسائل النقل وتطورها بحيث تكون أكثر تطوراً وذكاءً في التعامل مع المتغيرات معتمدة على أنظمة وسائل مواصلات مرتبطة ببعضها البعض وينظمها برنامج ذكي يمنع تلك التكدسات والزحام ويضع خطط سير متطورة. الطاقة الشمسية الحيوية من جهة اخرى ما يزال الكثير من العلماء يرون ان الطاقة الشمسية المتجددة مصدر إلهام لهم ومصدر طاقة لم يتم استغلالها والاستفادة منها بالشكل المطلوب، لقد ظهرت في الآونة الاخيره انواع جديدة من الخلايا الشمسية يطلق عليها أسم الخلايا الحيوية الشمسية Biosolar Cells والتي تتميز بإنخفاض كبير في سعرها مقارنه بالأنواع السابقة العالية التكلفة، والتي يسبب سعرها المرتفع في عدم انتشارها وقلة استخدامها على النطاق الواسع، وتعمل حالياً العشرات من مراكز البحوث حول العالم في عمل نقلة كبيرة في مجال توفير الطاقة الشمسية وتوظيفها في كل مجالات الحياة وتلك نقلة اخرى متوقعة في المستقبل القريب. التقنيات في حياتنا الشخصية ومن التقنيات المتوقعة أيضاً ظهور ما يمكن تسميته بالتقنية الشخصية والمقصود هنا التقنيات التي نستخدمها بشكل شخصي بما في ذلك الملابس التي نرتديها وما يمكن نضع في جنباتها من اجهزة ومعدات، ويقول العلماء ان هناك دراسات وتجارب عدة على ما يطلق عليه اسم الملابس الإلكترونية حيث يتم تزويدها بوحدات اتصال لنقل المعلومات وحفظها وتوصيلها مباشرة إلى من يلبسها، ومن ذلك معرفة الطقس وتحديد حرارة الجسم والتحكم في جهاز الحاسب او جهاز الالعاب وأيضا نقل الصوت والصورة من مكونات اللبس التلقائية مع إمكانيات الاتصال وأظهرت صور عدة العديد من الأفكار في مجال الملابس التقنية، فهل نرى ذلك في الواقع. البيئة والزراعة تحتاج إلى تطور تقول الدراسات الحديثة إن الإندفاع نحو المدنية جعل الإنفاق على البناء والتسلح يتضاعف في وقت إنخفض فيه الإنفاق على الزراعة وتطويرها مما نشأ عنه هذه الأزمة الكبيرة في توفر الغذاء وارتفاع أسعارها، ولهذا فإن التوجه القادم يجب ان يكون أكثر اهتماماً بوسائل توفير الغذاء وأساليب الاستزراع وتطوير التقنيات في هذا المجال وربما كان ارتفاع الاسعار فرصة لدعم هذا القطاع الذي طالما اعطى ولم يحصل على ما يستحقة من الاهتمام. الاستفادة من المخلفات لقد بدأت فكرة المواد القابلة لإعادة التصنيع منذ أواخر الثمانينيات، في محاولة لتفادر التلوث الضخم الذي يحيط بالأرض بسبب تلك المخلفات الصناعية والكيميائية والتي تستغرق عشرات السنين قبل ان تتلف وتتحول، أما ما نتحدث عنه هنا هو تحويل هذه المخلفات بكل انواعها سواء المنزلية أو الصناعية إلى مصادر للطاقة والتي يطلق عليها اسم Fusion Energy أو الطاقة الناتجة عن الانصهار، حيث يتوقع لهذا النوع من الطاقة الإزدهار في المستقبل نتيجة لحجم النفايات الضخم، اما الدراسات التي تمت على هذا النوع من مصادر الطاقة فقد تمت عبر سنوات طويلة ولكنها لم تكن قط قادرة على المنافسة في السوق بسبب أسعار النفط المنافسة في السنوات الماضية ولكن مع ارتفاع أسعار النفط بهذه الطريقة الجنونية فمن الطبيعي ان تصبحت هذه الطاقة منافسة في السنوات القادمة خاصة مع التطور الكبير في التقنيات المستخدمة في عملية الصهر وإنتاج الكهرباء باستخدام البلازما والتي بواسطتها إستطاع العلماء تحويل الهيدروكربون الناتج من عملية الاحتراق إلى غاز الهيدروجين الغني والذي يمكن حقنه بمواد محفزة ليتحول إلى وقود سائل يمكن استخدامه في كافة المجالات، وتواجه هذه العملية التحدي عندما تكتشف ان التكلفة الإجمالية لهذه المادة السائلة مرتفعة في مقابل النفط، ولكنها حتى الآن تبدو وسيلة لتأمين الطاقة الضرورية في الأزمات والحروب وقد أطلق اسم بلازماترون على هذا السائل العجيب. التقنية الصحية بمفهوم جديد منذ زمن بعيد تسعى المئات من الشركات الكبرى لصنع أجهزة حديثة ومتطورة في المجال الطبي الواسع، وما نزال نشاهد يومياً ابتكارات في هذا المجال ولهذا فإن فكرة التطور والتقدم في المجال الطبي ليست جديدة ولكننا هنا لا نقصد ماتعارفنا عليه طوال السنين الماضية بل إننا نتحدث عن تقنيات مذهلة يمكن من خلالها استبدال أعضاء أو أجزاء دقيقة وحية من مكونات الجسم الحي بأعضاء بديلة، ويقول أحد مهندسي الإلكترونيات الحديثة إن البحوث الحديثة تسعى للتخلص من الادوية عبر حلول نهائية بإجراء تعديلات على الخلايا الجذعية باستخدام تقنيات عالية الدقة، ويقول الباحثون إن من شأن هذه التقنيات الحديثه أن تطيل اعمار البشر بشكل ملحوظ خلال القرون القادمة بإذن الله ولعل اهم مايواجه هذه التقنيات من تحديات هو التكلفة الباهضة في مواجهة الأرباح وأيضاً الأنظمة والتشريعات الدولية حول التعديل الوراثي وغيرها.