كيف بدأت اجهزة التكييف؟ هكذا سألت نفسي وأنا أهرب إلى داخل السيارة من الممر اللاهب المؤدي إلى المواقف في حرم الجامعة، فدرجة الحرارة اليوم تصل إلى 50درجة هكذا كان المؤشر في السيارة، وسوف أحاول أن اجيب على تساؤلي السابق عن تقنية التكييف وكيف بدأت والتي تعتبر خدمة لا مثيل لها قدمها المبدعون الأوائل لأبناء المناطق الحارة وفي كل مكان في العالم في هذا التقرير. تاريخ هذه الاجهزة وكما تشير الوثائق يعود للعديد من الأوائل الذين فكروا في محاولاتهم الأولى في التخفيف من حدة الحرارة، وذلك بالاستعانة بالاقمشة المبللة بالماء وحتى الثلج كما حصل في الثلاثينات من القرن الثامن عشر عندما حاول الدكتور جون غري محاولاته الأولى لتبريد غرف المستشفى الذي يعمل فيه وكان المرضى وقتها يعانون من الملاريا والحمى الصفراء فاستخدم أكياس الثلج ومراوح مسلطة على هذه الأكياس لتنقل البرودة إلى المرضى، كذلك محاولة مهندسي القوات البحرية الامريكية في التخفيف من حدة حرارة الغرفة التي كان ينام فيها الرئيس جيمس غارفيلد وكان على وشك الموت فقاموا باستخدام قطع القماش المشبعة بالمياه والثلج مع تسليط مروحة هواء كبيرة وكانت هذه المحاولة ناجحة في تخفيف حرارة الغرفة إلى 20درجة، ولكن المحاولة الناجحة كانت مع المهندس (ويلس هافلند) والذي يعتبر الأب الروحي لما يطلق عليه أجهزة التكييف كان ذلك عام 1902م، وهكذا ومع مرور الأيام تطورت صناعة تقنية اجهزة التكييف يوما بعد يوم ولتنتشر اجهزة التكييف فى فترة زمنية قصيرة، وتم تركيب أجهزة مكيفات الهواء في عام 1928في مجلس الشيوخ والبيت الابيض والمحكمة العليا، وبعد الحرب العالمية الثانية انتشرت اجهزة تكييف الهواء الصغيرة (الشباك) ووحدات وأجهزة تكييف الهواء مع تصاعد المبيعات من 74000في عام 1948إلى 1045000في عام 1953مما جعل شركات ومصانع عديدة تبدأ في عمليات التصنيع والانتاج، وسعى المصنعون الذين باتوا يعون وعيا فنيا وتجاريا اهمية التطوير في انتاجهم التقني للحصول على اكبر حصة من حجم سوق المكيفات أخذوا يتنافسون بواسطة التقنية المتطورة وانطلقوا في هذه الصناعة إلى آفاق جديدة وفي مختلف دول العالم لتلبية متطلبات الأسواق والمستهلكين. وها هي بلادنا تنافس في عمليات التصنيع والتسويق بتقنيات متطورة، بل تواكب أحدث خطط وبرامج التكنلوجيا الحديثة وصار المنتج السعودي يباع في العديد من أسواق العالم. وكل يوم تتوفر في الاسواق المحلية كل جديد من أجهزة التكييف المواكبة للعصر وصارت عملية تشغيل هذه الاجهزة تتم عن بعد وبريموت كنترول وتتوفر في أسواق المملكة تشكيلات من وحدات التكييف منها ما يثبت بالسقف ونوع آخر منفصل يثبت بالجدار ونوع متنقل يركب على الارض ويمكن نقله من غرفة إلى غرفة، وغالبا ما يستخدم هذا النوع في المكاتب فضلا عن المكيفات التي تركب بالخارج وتعمل بوصلات خارجية ترتبط بالأنابيب الداخلية وتتم عملية دفع الهواء البارد من خلال مروحة ومحرك بقوة حصان أكبر من المكيفات العادية المجزأة. وفي السنوات الأخيرة دخل الكمبيوتر في عمليات تقنية هذه الاجهزة بصورة كبيرة ودقيقة، فالملاحظ ان معظم مكيفات الهواء المنفصلة التي في الاسواق خصوصا الأنواع الجديدة تعمل بواسطة تحكم الميكرو كمبيوتر ومزودة بمؤقت للتشغيل والايقاف لمدة 12ساعة، حيث يضبط مكيف الهواء مقدما حتى 12ساعة لتبريد المكان أو ايقافه آلياً بعد النوم كما ان التحكم الآلي من 3مراحل يسمح للميكرو كمبيوتر بضبط سرعة المروحة آليا لتعويض الفرق بين درجة حرارة الغرفة ودرجة الحرارة المضبوطة إلى جانب امكانية استخدام الضبط اليدوي.