هناك قوتان هائلتان تحددان خارطة الاقتصاد اليوم: التقنية والعولمة (فيليب كوتلر 2000). المنظر التقني اليوم حافل بمنتجات جديدة، وتغير المنتجات القائمة على التكنولوجيا المتطورة أسلوب عملنا وحياتنا الخاصة، وهى تتفاعل مع بعضها البعض لكى يتنامى أثرها. قام باستشراف هذه المنتجات خبراء معهد "باتيل" للأبحاث فى ولاية أوهايو بالولايات المتحدة المريكية. هذه المنتجات القائمة على التكنولوجيا المتطورة، ستصل إلى أيدى المستهلكين، إذا ما أدرك المستثمرون الأذكياء ما ينتظرهم من أرباح، عند تركيز استثماراتهم عليها. هذه المنتجات العشرة، التى تحتل قمة النجاح الاستثماري هى : 1- مواد البناء الجديدة. 2- العقاقير القائمة على أبحاث الجينات. 3- كمبيوتر شخصي (جدا). 4- السيارات متعددة أنواع الوقود. 5- تليفزيون الجيل القادم. 6- البطاقة الذكية. 7- الفريق الطبي المنزلي. 8- الخرائط الذكية. 9- التحكم فى الوزن والشيخوخة. 10- منتجات لايملكها أحد! مبادرات التقنية ومن قائمة المنتجات العشرة لمعهد باتيل للأبحاث، مواد بناء جديدة تطلق تحذيرًا عندما ترصد ضغطًا زائدًا، على سبيل المثال، ستغير الخامات المصنوعة منها الكباري أو البنايات الضخمة لونها قبل أن تصبح الظروف غير آمنة، أو قد تبثُّ إشارات إلى جهاز مركزي يمكنه أن يستجيب بإشارات من جانبه توضح لهذه الخامات كيفية الاستجابة للضغوط الجديدة. هذه الخامات الذكية التي تتضمن أدوات حسّ إلكترونية مزروعة في بنائها الجزيئي يبدأ استخدامها في الجسور والطائرات ومباني المكاتب الضخمة لكن انخفاض سعرها سيتيح التوسع في استخدامها في البيوت والسيارات وربما في الملاعب. مبادرات العولمة وتقود التقنية القوة الهائلة الثانية، العولمة. ستكون الأعمال متصلة ببعضها وبعملائها فى شبكات رقمية متماسكة. وستنساب المعلومات عبر أقطار العالم فى لحظة وبدون تكلفة. سيجد البائعون أن الأمر أسهل لتحديد المشتري، وسيجد المشترون أن الأمر أسهل لمعرفة أفضل البائعين والمنتجات، وسيختفى من المسرح التجار الذين كانوا يفكرون ويبيعون بالطريقة التقليدية. إن النمو المتسارع لتدويل الأعمال يدفع بالعديد من الاستثمارات العقارية إلى الدخول إلى دائرة الاقتصاديات الدينامية المفتوحة، والخروج من دائرة الأفكار والإيرادات التقليدية، والاستفادة من الفرص المتاحة لتدويل التمويل العقاري. إن التقنية والعولمة قد فتحا الباب لبداية جديدة، وشراكة يمكنها أن تصل الأسواق العالمية برأس مال بسيط. المهارات المقدرة ماليا ماذا يحتاج العقاريون للإعداد لاستثمار الفرص التى توفرها التغيرات الشاملة للتقنية والعولمة؟ .. لا نبحث هنا عن إجابات مدرسية بل نرصد المعطيات ونفهم ما يجرى أولا، فالذى نحن فيه ليس مجرد تطور للمجتمع الصناعي، الذى ساد لما يزيد على قرنين من الزمان، فمجتمع المعلومات الذى نمضى فيه يقوم على أسس ومفاهيم جديدة، تتناقض فى معظمها مع الأسس والمبادئ والمعتقدات التى قام عليها المجتمع الصناعي. نحن بصدد حياة جديدة، لم يعد القياس على الماضى يفيدنا فى فهم ظواهرها أوالتعامل معها. إن المهارات التى يحتاجها العقاريون اليوم ليست كما كانت فى الماضي، لقد تضاعفت الحاجة إلى مهارات من جهة، كما تزايد الوزن النسبي لمهارات من جهة أخرى. إدارة التغيير سيحتاج المستثمرون العقاريون إلى تحسين مهاراتهم فى إدارة التغيير، فهم يعملون فى بيئة معقدة تحيط بها العديد من المتغيرات الدولية، شركاتنا ومدراؤها وموظفوها تواجه عددا من التغيرات الاستراتيجية الدولية غير المسبوقة فى تاريخ الأعمال. ونتوقع المرور بعديد من التغيرات الجذرية الطارئة، وتغيرات نسبية تقود فى النهاية إلى تغيرات جذرية. إن مفهوم إدارة الأعمال يتحول الآن من إدارة الوضع الراهن إلى إدارة التغيير. سيحتاجون إلى المرونة الذهنية اللازمة للنظر للمتغيرات حولنا كفرص للتعلم والربح. ويلاحظ أن بعض الشركات تشارك فى إجراء التحولات وصنعها، وهناك شركات لا تساهم فى التحولات، ولا تستطيع التكيف معها، ولدينا نمط شائع من الشركات يحاول التكيف مع المتغيرات، كما لدينا نمط من الشركات يواجه هذه التحولات بنجاح، ويحولها إلى استثمارات وفرص جديدة. التفكير خارج الصندوق صار مهارة مقدرة ماليا الآن، مع تسارع خطوات التغيير لاتستطيع الشركات أن تعتمد على ممارسات الأعمال التجارية السابقة ليبقوا على الازدهار. إن الأفكار مثل السحاب، دعها تأتى وتذهب، وكن أنت كالأفق أكبر وأوسع، فسقوط الأفكار والمفاهيم الثابتة ليس جريرة أحد، وإنما هو النتيجة الطبيعية للتحول الشامل الذى نمر به. @ مستشار الابتكار المؤسسي