سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زواج الأقارب وتجاهل الكشف قبل الزواج عوامل تزيد احتمالات حدوث الاختلالات الجينية في العالم العربي اختصاصي طب جينات يدعو إلى الاستثمار في الاستراتيجيات المخفضة للاختلالات.. في منتدى "نور"
يناقش منتدى المعرفة الدولي الأول "نور" الذي تنطلق أعماله غداً الأحد في المدينةالمنورة وتنظمه الهيئة العامة للاستثمار ويركز في الاستثمار في قطاعي الصحة وتقنية المعلومات ورقة عمل بعنوان: "استراتيجيات تخفيض احتمالات حدوث اختلالات جينية في العالم العربي"، يقدمها الدكتور حسام فضل اختصاصي طب الجينات والأمومة بالمستشفى الجامعي وبروفيسور إكلينيكي بالكلية الطبية في ولاية جورجيا الأمريكية. وتؤكد ورقة العمل على أن الاحتمالات بحدوث اختلالات جينية في العالم العربي تعد أعلى من المجتمعات الصناعية، كما أن هذه الاختلالات مسؤولة عن نسبة كبيرة من حالات الولادة المبكرة والعاهات والأمراض ووفيات المواليد، ومسؤولة عما يزيد على 100مرض مرتبط بالجينات أكثرها شيوعاً مرض تكسر كريات الدم الحمراء الوراثي. ويلفت الدكتور حسام فضل في ورقة العمل التي سيقدمها الاثنين المقبل في منتدى "نور"، إلى أن العوامل التي تزيد من احتمالات حدوث الاختلالات الجينية تشمل التنوع العرقي وزواج الأقارب، إضافة إلى الحمل والولادة في سن مبكرة، مبيناً أن نسبة حدوث زواج الأقارب تبلغ في بيروت 50% وتصل إلى 90% عند القبائل البدوية في الكويت والسعودية. ويذكر أن الدراسات والأبحاث تكشف اهتمام العرب بالزواج المبكر والاستمرار في الإنجاب حتى سن متأخرة على الرغم من أن ذلك قد يزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض الجينية. وتؤكد ورقة العمل على ضرورة الاستثمار في عدد من الاستراتيجيات التي تساعد على تخفيض احتمالات حدوث اختلالات جينية في العالم العربي، ومن ذلك التعريف بالأمراض الجينية ومسببات توريث الأمراض، وإلقاء الضوء على مخاطر زواج الأقارب في زيادة احتمالية المرض وتصيحح بعض المفاهيم الخاطئة في هذا الجانب. كما يشير الدكتور حسام فضل إلى أهمية فحص ما قبل الزواج ومتابعة تفاصيل التاريخ الجيني، ومراقبة أكثر مسببات الأمراض الجينية شيوعاً في كل مجتمع خاصة في المجتمعات التي يكثر فيها زواج الأقارب، والتعرف إلى المخاطر المحتملة في حال تجاهل هذه الأمور. ويدعو فضل إلى الاستثمار في تأسيس الخدمات الجينية وإضافة التعليم الجيني أو تكثيفه في المناهج الدراسية بكليات الطب والتمريض والعلوم الاجتماعية، إضافة إلى تشجيع التخصص الدراسي في علوم الجينات سواء كمعالجة طبية أو في مجال الأبحاث والتطوير أو في مجال التكنولوجيا والاستشارات، وتأسيس خدمات تشخيصية مناسبة للأمراض الجينية. وتوصي ورقة العمل بإيجاد خيارات للمقبلين على الزواج في إجراء الفحوصات الطبية وإعطاء الاستشارات الاجتماعية وجعلها بتكلفة تكون في متناول الجميع حتى تعم الفائدة، وتوفير آلية لمراقبة صحة المواليد بشكل دوري، كما شددت على أهمية تأسيس قواعد البيانات للأمراض الجينية تشابه الدليل المرجعي للأمراض الوراثية العربية الذي تم تأليفه في دولة الإمارات. وتلخص ورقة العمل هذا الموضوع، في أن التشوهات الخلقية والأمراض الجينية تعد شائعة نسبياً في الدول العربية، الأمر الذي يكلف الدول نفقات باهظة ويؤثر على الثروة القومية للبلاد المتمثلة في جيل الشباب الذي يتحول في هذه الحالة من طاقة منتجة إلى طاقة مستهلكة ويحتاج إلى عناية وخدمات اجتماعية ومبالغ طائلة للعلاج. ويدعو مقدم ورقة العمل الدكتور حسام فضل الخبير العالمي في طب الجينات والأمومة، إلى الاستثمار في الاستراتيجيات الواردة في ورقته، التي ستحقق ربحية عالية إضافة إلى دورها الإنساني في تخفيف معاناة الشعوب العربية.