سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إقبال كبير من المواطنات والمواطنين للمشاركة في مشروع "تراثنا" الذي أطلقته هيئة أبوظبي للثقافة والتراث سيدة إماراتية أحضرت حمولة شاحنة من المواد التراثية يعود بعضها إلى 100عام
اطلقت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث الشهر الماضي في مختلف مناطق إمارة أبوظبي، خطة متعددة المستويات تهدف إلى صون وإحياء الحرف اليدوية التقليدية الإماراتية، تتمثل بشكل رئيس من خلال مشروع "تراثنا" الذي يسعى للحفاظ على الحرف التقليدية وما يرتبط بها من مهارات من خلال تطوير المنتجات الثقافية وبرامج التدريب ذات الصلة. ويسعى المشروع إلى نقل القيم والتاريخ المرتبط بكل نوع من أنواع الحرف اليدوية إلى شعب دولة الإمارات العربية المتحدة وزوارها. وكجزء من المشروع دعت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث إلى تحديد وتسجيل منتجات الحرف اليدوية القديمة في الإمارات العربية المتحدة والصور الفوتوغرافية والمادة الأرشيفية ذات الصلة والتي يحتفظ بها المواطنون في بيوتهم، وبشرط أن لا يقل عمرها عن 03سنة. وكجزء من مبادرة "تراثنا"، قامت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بتصوير مئات القطع التراثية، وإدراجها ضمن مصنفات خاصة، كما أجرى فريق العمل مقابلات مع الكثير من النساء الإماراتيات اللواتي قدمن بكثافة للمشاركة. وأشاد محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بمدى وعي وإدراك المواطنات والمواطنين، بمختلف فئاتهم العمرية، في كل من مدينة العين والمنطقة الغربيةوأبوظبي، لأهمية مشاركتهم في استراتيجية الحفاظ على التراث الثقافي العريق لإمارة أبوظبي، وخاصة من خلال ما لمسته الهيئة من الحس العالي بالمسؤولية الوطنية، والإقبال الكبير على المشاركة في مشروع "تراثنا" الجوّال، كمبادرة مُشجعة وإيجابية وضعتنا وجهاً لوجه مع المواطنين المؤمنين بحماس في ضرورة بذل أي جهد من أجل صون الحرف التقليدية، والحفاظ على التقاليد النبيلة التي تمثل عناصر جوهرية في الثقافة الإماراتية. وأوضح المزروعي أن المبادرة التي انطلقت تحت مظلة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ينتظر أن تسهم كذلك في تسليط الضوء على أصالة الحرف اليدوية التقليدية الإماراتية وقيمتها الحضارية العظيمة، وذلك بالاستفادة من المعلومات التي تم جمعها بوساطة المشروع. وحول تفاصيل المشروع ومدى نجاحه، أوضح محمد النيادي مدير إدارة البيئة التاريخية في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أن جولة فريق العمل انطلقت من المنطقة الشرقية لإمارة أبوظبي وتحديداً من متحف العين الوطني، حيث فوجئنا بمدى الإقبال الشعبي وبشكل خاص من قبل نساء إماراتيات مهتمات بالعمل كحرفيات في مشروع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث الهادف لصون وإحياء واستدامة الأعمال الحرفية اليدوية. كما وردت مكالمات هاتفية كثيرة أبدت رغبتها الواسعة بالمشاركة في مشروع "تراثنا" مع بدء فترة الصيف وانتهاء الامتحانات الدراسية. وتمّ في العين تسجيل عدد كبير من "المواد التراثية" مثل المصنوعات الفخارية والسلال المجدولة من سعف النخيل والملابس وأواني الطبخ ومصنوعات يدوية قديمة. وتجدر الإشارة هنا إلى سيدة إماراتية أحضرت حمولة شاحنة من المواد التراثية التي يعود بعضها إلى مائة عام، ومن بينها مُصنّف يضم أكثر من مائة قطعة نقدية - معظمها من المنطقة وفيها عدد من العملات الأجنبية- ونسخة من القرآن الكريم مكتوبة بخط اليد. أما في مدينة زايد بالمنطقة الغربية من إمارة أبوظبي، فكانت نقطة الالتقاء والتجمع مدرسة محلية معروفة هي مدرسة "الحمدانية الابتدائية للبنين"، وكانت تجربة مبهجة وحميمة من السخاء البدوي ومعايشة نمط الحياة التقليدية حسبما أوضحت إيما بلانا منسقة التخطيط الاستراتيجي في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث. وقالت إيما "جلسنا على الأرض وتفحصنا عدداً من السلال التراثية والأثواب والمجوهرات وقطعاً من الخيام البدوية والمنقوشات التي تُجمّل بها الإبل. وتفاعل فريق العمل مع امرأة وأطفالها على وجه الخصوص، واحتسينا القهوة معهم وتناولنا التمر والفاكهة ثم تبادلنا الحديث عن مجتمع المنطقة الغربية وشكل التغيير القادم". وأوضحت أن المواد التراثية التي تمت مشاهدتها على مدار يومين شملت جزءاً كبيراً من المنتجات التي تضم قطعاً كثيرة تمت صناعتها بحرفية عالية. وكان مدى وعي العائلات المواطنة وإدراكها التام بالقيمة التاريخية والثقافية العظيمة لتلك المواد التراثية القيمة، وتطلعها نحو الرغبة بحفظها وصونها للأجيال القادمة مثيراً للتشجيع والتقدير في آن. أما في مدينة أبوظبي المحطة الأخيرة لفريق العمل في مشروع "تراثنا" الجوّال، فقد تم استقطاب اهتمام المئات من المواطنين في ركن دلما التراثي بمقر الهيئة في المجمع الثقافي، ليس من أبوظبي وحسب، بل من الإمارات الأخرى كذلك وخصوصاً من دبي وعجمان ورأس الخيمة. حيث قدّم المشاركون منتجات متنوعة، من السدو (حياكة الصوف) بتصاميم جميلة وبارعة، والسلال المجدولة من سعف النخيل بأحجام مختلفة، مروراً بأثواب وحلي تقليدية. ولعل أكثر المتقدمين إثارة للاهتمام كان مواطناً إماراتياً مُسنّاً لديه متحف مصغر خاص به، ويمتلك عدداً هائلاً من القطع التراثية بما فيها وعاء كبير لصناعة الآيس كريم، وتتضمن مجموعته أنواعا مختلفة من أواني الطهي التراثية والقدور. وعلى الرغم من أن الرجل قدّم كمية كبيرة من المواد، إلا أنه لا يزال يحتفظ بعدد أكبر منها لم يستطع إحضاره. ويعتبر مشروع "تراثنا" مشروع متواصل، حاز اهتماماً شعبياً كبيراً نتيجة الوعي بأهمية الانخراط في المجتمع المحلي من أجل النجاح على المدى البعيد. ولذا، فإن المبادرة تشجع الأشخاص الذين فاتتهم فرصة المشاركة في التظاهرة التي استمرت أسبوعاً نحو تسجيل المواد والصور والمخطوطات التراثية التي بحوزتهم. ويمكن للمهتمين الاتصال بمتحف العين الوطني(305951467)، أو هيئة أبوظبي للثقافة والتراث (202125916) .