يشارك وفد أميركي رفيع المستوى في مؤتمر منتجي الطاقة ومستهلكيها الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ويبدأ أعماله في مدينة جدة بعد غد الأحد بمشاركة عدد كبير من المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال العرب والعالميين. ويهدف الاجتماع إلى بحث ما يمكن للأطراف المعنية بالقضية من المنتجين والمستهلكين أن تقوم به من أجل تخفيف وطأة ارتفاع أسعار النفط الحادة الأخيرة. وسيفتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الاجتماع في جدة. وقد انتدب الرئيس الأميركي جورج بوش وزير الطاقة الأميركي صامويل بودمان لينوب عنه في اجتماع جدة، وذلك بعد أن راجت شائعات في واشنطن بأن بوش نفسه قد يحضر الاجتماع. وإضافة إلى بودمان، سيحضر اجتماع جدة كل من رئيس شركة "شيفرون" ديفيد أورايلي ورئيس شركة "بريتيش بتروليوم" توني هوارد. يذكر أن أورايلي هو الرئيس الذي يحتل منصبه لأطول فترة بين رؤساء الشركات النفطية الخمس الكبرى في العالم. ويأتي عقد مؤتمر جدة في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار النفط ما نسبته 40بالمئة حتى الآن هذا العام، وصولاً إلى ما ناهز ال 140دولاراً للبرميل في أسواق نيويورك المالية الأسبوع الماضي. وكانت أسعار النفط قد سجلت ارتفاعاً بلغ 57بالمئة في العام الماضي 2007، وهي أعلى نسبة ارتفاع لأسعار النفط في التاريخ. وكان بوش قد ألمح الأسبوع الماضي أثناء زيارة له إلى ايطاليا إلى أنه قد يحضر مؤتمر جدة شخصياً، ولكن مستشاره للأمن القومي ستيفن هادلي صرَّح أول من أمس بأن حضور بوش هذا المؤتمر شخصياً قد يرفع من التوقعات بإمكانية حدوث انخفاض في أسعار الطاقة. جدير بالذكر أن المسؤولين الأميركيين لا يتوقعون أن يحصل انخفاض في أسعار النفط قريباً، وهم لا يريدون المغامرة بإرسال بوش إلى الاجتماع دون ضمان حدوث ذلك. ويدرك المسؤولون الأميركيون أن ارتفاع أسعار النفط مرتبط أساساً بزيادة الطلب العالمي على النفط الذي يفوق العرض حالياً بسبب دخول دول صناعية جديدة على خط استهلاك النفط بكميات ضخمة مقارنة بالسنوات الماضية، وفي مقدمها الصين والهند. وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو إن الولاياتالمتحدة "لا تتوقع أكثر من إعلانات إضافية لزيادة الإنتاج" من بعض الدول المنتجة للنفط في الاجتماع، محاولة هي الأخرى التقليل من حجم التوقعات، خصوصاً في سنة انتخابية دخل فيها النفط على خط الحملة الانتخابية. وكان بوش قد اصدر بياناً صبيحة الأربعاء طالب فيه الكونغرس برفع الحظر الفدرالي الذي فرض على استكشاف النفط قبالة السواحل الأميركية. ومن جهته طالب المرشح الرئاسي الجمهوري جون مكين هو الآخر برفع هذا الحظر الذي كان يعارضه هو الآخر في الماضي، بل إنه خاض حملته الانتخابية التمهيدية في العام 2000بناءً على معارضته رفع ذلك الحظر. لكن الديمقراطيين ردوا بقوة على مطالبات الجمهوريين، قائلين إن الجمهوريين هم الذين طالبوا أصلاً بفرض هذا الحظر، وهو لن يحل مشكلة ارتفاع أسعار النفط. وقال رئيس الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد إن بوش ومكين "لا يتوقفان عن تقديم الحلول القديمة التي لا تساعد سوى في إغناء أصحاب شركات النفط الكبرى وإن عليهم أن يتعاونوا مع الديمقراطيين لإيجاد حلول أكثر جدية لمشكلة الطاقة في الولاياتالمتحدة مثل تقليل اعتمادنا على النفط الخارجي".