صعدت أسعار السمك في المنطقة الشرقية الى مستويات مرتفعة جدا بسبب موجة الرياح المحملة بالغبار التي اجتاحتها منذ مطلع يونيو الجاري، إذ ارتفعت الأسعار إلى أعلى معدلاتها على الإطلاق 35إلى 65في المائة وذلك حسب النوع قياساً بالأسعار نهاية مايو الماضي. وكانت أوامر قد صدرت من قيادة حرس الحدود في المنطقة الشرقية بمنع الإبحار والاصطياد بسبب سوء الأحوال الجوية. وراوحت قيمة الارتفاع بمعدل من 15الى 20ريالاً للكيلو الواحد بالنسبة الى أنواع مثل الهامور والصافي والكنعد، واقل من ذلك بالنسبة الى الشعري والعندق والفسكر والقرقفان حيث بلغت الزيادة فيها من 5الى 10ريالات. وعزا صيادو الأسماك أسباب الارتفاع الى موجة الرياح المحملة بالغبار والأتربة التي اجتاحت المنطقة منذ أكثر من أسبوعين التي صدر على ضوئها قرار قيادة حرس الحدود بمنع الاصطياد. أسبوعان فجرا الأسعار وأكد البحار في مدينة سيهات محمد أحمد الحكيم أن الارتفاعات التي تشهدها الأسعار هذه الأيام تعتبر قياسية وفي أعلى مستوياتها مؤكدا أن استمرار سوء الأجواء سيودي بها الى مستويات غير مسبوقة. وأرجع الحكيم الأمر الى قلة العرض وازدياد الطلب مبيناً أن الارتفاعات في الأسعار طبيعية عطفا على سوء الأحوال الجوية فنحن لم ندخل البحر منذ أكثر من أسبوعين، وبسبب ذلك انخفض العروض في السوق بينما الطلب في ازدياد. وكشف الحكيم أن اغلب الأسماك الموجود حاليا في أسواق المنطقة الشرقية هي مستوردة من سلطنة عمان. وشدد على ان الحال التي عليها السوق أدت إلى خسائر واضحة على الجميع، موضحا: نحن البحارين خسارتنا كبيرة لاسيما وان لدينا التزامات لا يمكن تغطيتها من دون عمل إذ من الصعب تعويض الأمر بسهولة مادام أننا نتحدث حتى الآن عن أسبوعين لم ندخل فيها البحر ولا نعلم بالتحديد متى سيتم الفسح بالدخول، لكن ما يقلل من نسبة الخسائر هو اعتمادنا على ما يعرف ب (القلايط) وهو المشاركة مع البحارة العاملين بالنسبة في الأرباح والخسائر. وطمأن الحكيم المواطنين بعدم التخوف من بقاء الأسعار المرتفعة على حالها بعد عودة الأمور الى طبيعتها متوقعا انخفاض الأسعار مع انجلاء موجة الغبار. من جهته كشف تاجر الأسماك عيسى بن جاسم آل عيد أن مثل هذه الارتفاعات في الأسعار وإن بدت قياسية غير أنها سبق وان عاشتها المنطقة الشرقية في سنوات مضت وقال: في إحدى السنوات شهد البحر بقعة زيت كبيرة أدى لمنع الإبحار والاصطياد في تلك المنطقة المعروفة بوفرة الأسماك فيها ما أدى الى ارتفاعات جنونية في الأسعار شبيهة بما يحدث اليوم. وأكد آل عيد أنهم يتفهمون الحال رغم الخسائر الكبيرة التي يعيشونها وقال: ارتفاع الأسعار طبيعي عطفا على الأسباب الراجحة فثمة منع من الاصطياد لسوء الأحوال الجوية، ما أدى الى شح واضح في الأسماك، لكن لا اخفي قلق المواطنين من هذا الارتفاع ما دفع الكثيرون الى مقاطعة السوق. وعن نوعية الخسائر التي يتعرضون لها قال: نحن لدينا إيجارات وعمال، وسيارات وكلها تحتاج الى استيفاء حقوقها واستمرار الحال يضاعف خسارتنا يوما بعد يوم. ويبدي حسين خليفة هزاع احد الزبائن الدائمين لسوق السمك قلقه من هذا الارتفاع في الأسعار، مؤكدا أن أهالي المنطقة يعيشون واقعا مريرا وهم يرون الأسماك ترتفع بهذه المعدلات وهو من الذين يعيشون على تخوم أهم البحار المنتجة للسمك وقال: "لا شك نحن قلقون من هذه الارتفاعات، صحيح أننا نعلم مسبباتها لكن نخشى من أمرين الأول استمرارها لمدى غير معلوم ثم بقاء أسعارها عند هذه الحدود أسوة بكثير من المواد الغذائية". ولم يخف الهزاع حزنه على حال بعض الأسر وقال: "بعض الأسر ستواجه أزمة واضحة تجاه هذه الارتفاعات التي نأمل ان تنخفض في أسرع وقت، خصوصا وأنها تعاني من الارتفاع في أسعار حتى في بعض الأسماك المعروفة برخص أسعارها كالجواف والعوم والمرور التي يقبل عليها عادة ذوو الدخل المنخفض".