استدعت وزارة الخارجية الباكستانية السفير الأفغاني المعتمد لدى باكستان أنور أنورزئي وقدمت إليه احتجاجاً شديد اللهجة بخصوص التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأفغاني حامد كرزاي والتي أشار فيها إلى أن القوات الأفغانية ستقوم بعمليات تعقب لعناصر طالبان إلى داخل الأراضي الباكستانية وستقوم بقتلهم في منازلهم على الجانب الباكستاني من الحدود، وأوضحت الخارجية الباكستانية للسفير الأفغاني بأن الحكومة الباكستانية لن تقبل التدخل من أي جهة لقصف نقاط داخل الحدود الباكستانية، وأن الجيش الباكستاني وحده المصرح بملاحقة العناصر الإرهابية. هذا وكانت الحكومة الباكستانية قد ردت مسبقاً على تصريحات كرزاي، وقال يوسف رضا جيلاني رئيس وزراء باكستان ان بلاده دولة ذات سيادة، وانها تريد إقامة علاقات جيدة مع كافة دول الجوار، وأوضح جيلاني أن الحدود الباكستانية الأفغانية حدود متوترة أمنياً وأنه لا يمكن وقف المتسللين عبر هذه الحدود على الرغم من كافة الجهود المبذولة، وقال انه لا يمكن منع المتسللين حتى لو تم نشر الجيش كله على الحدود المشتركة بين البلدين، وأكد جيلاني أن باكستان لن تسمح لأي جهة بالدخول إلى الأراضي الباكستانية أو التدخل في أي عمليات على الأراضي الباكستانية أو في الشؤون الباكستانية، ووصف جيلاني تصريحات الرئيس كرزاي بأنها لا تخدم العلاقات بين البلدين، وقال ان الجيش الباكستاني وحده المخول للقيام بأي عملية عسكرية لمكافحة الإرهاب على الأراضي الباكستانية. من جانبه أكد محمد صادق المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الباكستانية في تعليقه على تصريحات الرئيس الأفغاني حامد كرزاي "إننا رأينا تصريحات الرئيس كرزاي ولو لم نحصل حتى الآن على نص مدون لها". إلا أنه أوضح أن أي عمليات عسكرية على الجانب الأفغاني من الحدود المشتركة بين البلدين هي مسائل تخص قوات الجيش الأفغاني أو قوات التحالف الدولي المنتشرة على الأراضي الأفغانية، ولكن أي عمل عسكري على الجانب الباكستاني فإنه يخص القوات المسلحة الباكستانية وحدها. وأوضح محمد صادق أن مثل هذه التصريحات لا تخدم الحرب على الإرهاب ولا تساعد على استعادة الاستقرار إلى المنطقة. على صعيد آخر دعا الرئيس الاميركي جورج بوش امس خلال مؤتمر صحافي في لندن مع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون افغانستانوباكستان إلى تعزيز الحوار بشأن مكافحة حركة طالبان التي تنشط على طول الحدود المشتركة بين البلدين. وقال بوش بعد لقاء مع براون "يجب حصول تعاون افضل وحوار اوسع بين الحكومتين الباكستانية والافغانية".