هذا الجيل الذي ننتمي إليه، شهد فيه المحفل الثقافي مجموعة رائعة من النماذج الأدبية صادقة المشاعر والأحاسيس، هؤلاء ليسوا قلة وحضورهم في ساحة الفكر الأدبي مرصود ومدون وموثوق للأجيال، من أولئك الرجال المبدعين الشاعر الراحل عبدالله بن عبدالعزيز العليوي الذي جمع بين موهبة كتابة القصيدة وموهبة فن الخط العربي وشفافية الخلق ومصداقية العلاقة وموهبة كتابة القصة القصيرة فهو حائز علِى المركز الأول لكتابة القصة القصيرة في التسعينات، وأشعاره ما زالت عالقة في ذاكرة وجدان الساحة، بل إن بعض أبيات قصائده وما فيها من عصارة الفكر أضحت مثلاً يضرب ويستشهد به مثل قول الراحل: تراك في حكمك علينا تسرعت خلك حليم لا تصير اندفاعي وما جعلني التفت إلى هذه الزاوية وأحاول من خلالها رصد ما يدور من استشهادات شعرية سمعتها في مجالس الأدب لشعراء شباب عاصرناهم وعرفناهم وأحسسنا بعمق تجربتهم الشعرية وبسطوة معانيهم وبقاء نصوصهم في كامل حضورها وتوهجها لعقود من الزمن بل تخطي هذه الحقبة الزمنية لتصبح ملامحهم الشعرية أمثالا يقتدى بها ويستشهد. وشاعرنا أصيب بمرض عضال هجر من بعده الساحة وأبقى على الشعر إلى أن انتقل إلى رحمة ربه عام 1425ه رحمة الله وأسكنه فسيح جنانه. وله أيضاً: أنا تعلمت الجفاء من تغليك ومن المذله والخضوع انتهينا من كل قلبي يشهد الله ناسيك غير الضياع في حبكم وش لقينا وله أيضاً: حاول تقدر موقفي لو تكرمت من شان ماضي راح تسمع دفاعي قبل الزعل ليتك لوضعي تفهمت ما بينا عشرة عمر لو تراعي تراك في حكمك علينا تسرعت خلك حليم لا تصير اندفاعي وله أيضاً: ليتك تعيش بواقع الحب لو يوم ولا تشوف لوضعنا ذا نهايه بالحب يا غاية النفس محروم محتاج يالغالي لعطف ورعايه وله أيضاً: امسح دموع الندم يفداك من راعك عنك انشغل فيك وانت اللي على بالي فرشتلك قلب ليتك تنثر اوجاعك عن زمهرير الشقى لك في وظلالي وله أيضاً: بيدي رميت القلب وسط نارك وقفيت يا ظالم ونا فيك مفتون انهد حيلي في عذاب انتظارك وخفيت جرحي مابي الناس يدرون ارمي سلاحي وعترف بنتصارك ابكيت على اللي يضحك على اللي يحبون وله أيضاً: شفتك مع اللي صار عقبي حبيبك واحتارت العبره بعيني وصديت